عديد الملفات يجري فتحها هذه الأيام في الحقل الرياضي بعد هبوب رياح الحرية على بلادنا وأصبحت المواضيع التي كانت ممنوعة سابقا بالامكان طرحها والنبش فيها من جديد وتقريبا جلّ الجمعيات الرياضية أخذت نصيبها من ظلم الديكتاتورية الرياضية ووقع التعسف عليها بشكل أو بآخر حتى في أبسط الأمور والنادي الرياضي البنزرتي الذي برز في ثوب مغاير الموسم الفارط وأصبح يهدد عرش البعض تم التحكم فيه عن بعد بذكاء أو لنقل بدهاء «سياسي» في ملفات ثلاثة كبرى. أول ملف نعيد طرحه هو ملف الفرنسي جيرار بوشي الذي تم التعاقد معه بداية الموسم ولم يبق سوى 3 جولات وتم الاستغناء عنه في ظروف غامضة ظاهريا قدمت هيئة النادي تبريرا لها يتعلق بطريقة المعاملة الغليظة من جيرار للاعبين، لكن الحقيقة غير ذلك حيث أكدت لنا مصادر مطّلعة أن وجوها سياسية ووجوها فذة فرضت على هيئة الفريق طرد بوشي بسبب تصريحات أدلى بها مسّت من مصداقية الترجي وهي أطراف اعتبرت أن بوشي بحماسته المفرطة يشكل تهديدا أمنيا قد يثير الجماهير خلال المقابلات لذا أرغمت الهيئة على اعفائه من مهامه رغم أن نتائجه كانت مقنعة ومردود الفريق معه كان الأفضل. هل منع شيبوب ابن يحيى من تدريب الفريق؟ بعد خرورج بوشي عقدت الهيئة المديرة اجتماعا وفكرت بجدية في يوسف الزواوي الذي رفض الفكرة لأسباب شخصية وتقريبا مقنعة مما جعل الهيئة تحوّل وجهتها نحو خالد بن يحيى الذي وقع شبه اجماع حوله (24 عضوا من جملة 27) وتمّ الاتصال به وكان في الحسبان أن يباشر مهامه، لكن تغيّرت المعطيات فجأة واتصل يوسف الزواوي بسعيد لسود وأعلمه أنه جاهز لتدريب الفريق. ظاهريا يعدّ الأمر تقريبا عاديا خاصة إذا ما تعلق بالزواوي، لكن عديد الأطراف أكدوا أن سليم شيبوب قد تدخل في المسألة وأقنع الزواوي بطريقة أو بأخرى لتدريب الفريق حتى يقطع الطريق أمام ابن يحيى نظرا للعلاقة المتوترة بينهما. وزراء تدخلوا في ملف الشهودي ثالث الملفات التي أخذت حجما كبيرا هو ملف اللاعب لمجد الشهودي الذي أكدت هيئة النادي البنزرتي أول مرة أنها ستتمسك بحقها في الاحتفاظ باللاعب كلّفها ذلك ما كلّفها لكنها في الأخير استسلمت وقبلت بوساطة علي الحفصي رئيس المكتب الجامعي بسرعة. وحول التغيير في الموقف أكد لنا أعضاء من الهيئة أن ضغوطات كبيرة مورست على الفريق من طرف وزراء ومسؤولين كي يسحب النادي البنزرتي ملف القضية ويقبل بالعرض الأخير وهذا ما حصل. هذه المواقف الثلاثة تؤكد مدى الدور السلبي الذي لعبته السياسة في العهد البائد للتحكم في المشهد الكروي وربما هذا ما جعل العلاقات تتوتر بين الجمعيات رغما عنها جرّاء الشعور بالقهر والظلم أحيانا. المهم أن ثورة 14 جانفي وحّدت الشعب التونسي من جديد وألغت الجهويات والأمل أن يكون الحال كذلك في قطاع الرياضة.