كانت ليلة مرعبة في مدينة سيدي بوزيد مساء يوم الجمعة لم يكن عاديا في المدينة التي استرجعت هدوءها.. كيف احترق سجن الإيقاف بمركز الشرطة العدلية بالمدينة وكيف توفي اثنان من الموقوفين محترقين؟ ذلك هو السؤال المحيّر في المدينة في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات. «الشروق» اتصلت بفتحي الصغروني الوجه النقابي بالمدينة وأحد شهود العيان في حادثة الاحتراق. يقول فتحي الصغروني إنه في تمام الساعة السادسة و10 دقائق مساء لاحظ الجميع أن هناك دخانا كثيفا مصدره مركز الشرطة المحاذي لإحدى محطات بيع البنزين مما أثار الكثير من الحيرة ويضيف فتحي الصغروني أنه في الأثناء تجمع عدد من الناس أمام المركز في حين تولى أحدهم الدخول وإعلام عون الأمن الذي كان في مكتب الاستقبال بوجود دخان وحريق داخل المركز لكن لم يتم التحرك على ما يبدو في حينها لإنقاذ الموقف. وفي الأثناء قدم ثلاثة عناصر من الجيش الوطني وتم استدعاء الحماية المدنية التي تولت إخراج الجثث من الباب الخلفي لمركز الأمن ويقول فتحي الصغروني شاهد العيان على الحادثة إن الأفراد المتجمعين قاموا بإحراق سيارتين للشرطة وسيارة مدنية على ملك أحد أعوان الأمن من نوع «رينو9». ويضيف الصغروني أنه تولى الاتصال بالحماية المدنية مرّات عديدة خاصة أمام خوف الجميع من امتداد ألسنة النار إلى محطة البنزين المحاذية لمركز الشرطة وبعد محاولات واتصالات متكررة حل أعوان الحماية المدنية بالمكان لإطفاء النار في حين انتشرت مجموعات من الأشخاص في شوارع وأحياء المدينة إلى ساعة متأخرة من المساء. ويقول شاهد العيان فتحي الصغروني إن أهالي سيدي بوزيد عاشوا ليلة من الرعب والخوف خاصة في ظل غياب كامل لأعوان الأمن ووجود عدد صغير من قوات الجيش. ويطالب الأهالي بضرورة فتح تحقيق جدّي حول الحادثة ونشر كل التفاصيل.