«اضطهدوني في العهد السابق... وتجاهلوني في العهد الحالي...» بهذه العبارة استهلّ السيد محمد المزوغي حديثه في لقائه ب«الشروق» معربا عن خوفه من أذيال النظام السابق الذين واصلوا تهميشه وتجاهل مطالبه وحطموا حلمه في إنجاز مشروع محطة توزيع وقود بتدخل من «الطرابلسية» منذ سنة 2009. السيد محمد المزوغي أصيل منطقة «شبدّة» بجهة فوشانة يقول إن والده توفي سنة 2005 وترك له ولأشقائه قطعة أرض مساحتها 10 هكتارات وكان نصيبه منها هكتارين خيّر أن يستغلها ببعث مشروع محطة توزيع وقود بالمنطقة وقد أخذ الموافقة المبدئية من شركة «عجيل» وذلك يوم 6 أوت 2009 وطلبت منه تسليمها بصبغة أرض صناعية من وزارة الفلاحة فتقدم بمطلب في الغرض إلى مندوبية بن عروس التي أرسلته (المطلب) إلى وزارة الفلاحة بعد دراسته وعاش محدثنا منذ ذلك الحين يتردد بين المؤسسات (وزارة الفلاحة، ولاية بن عروس، شركة عجيل...) إذ أن كل مسؤول يوجهه إلى غيره دون فائدة تحصل إلى أن اقترح عليه أحد أصدقائه وامتنع محمد المزوغي عن ذكر اسمه أن يستعين بإحدى قريبات ليلى بن علي وتدعى ناجية الطرابلسي التي تربطه بها علاقة صداقة لتحقيق مشروعه الذي كان حلمه الوحيد فلم يتردد واتصل بهذه الأخيرة التي لم تبد أي تردّد وتحوّلت معه إلى والي بن عروس. هنا يصمت محدثنا ويجهش بالبكاء لإحساسه بالقهر والظلم قائلا بأنه رغم تردده عشرات المرات إن لم نقل مئات المرات على مقر الولاية فإنه لم يتمكن من مقابلة الوالي الذي استقبل مرافقته (ناجية الطرابلسي) بكل حفاوة متجاهلا وجوده معها وبعد أخذ وردّ وجهها إلى وزارة الفلاحة موضحا لها أن تلك الوثيقة (صبغة أرض صناعية) لا تسلّم إلا من وزارة الفلاحة فوعدته (ناجية) بالمساعدة وفي اليوم الموالي هاتفته وأعلمته أن قريبها عماد الطرابلسي مستعد لمده بذلك الترخيص من وزارة الفلاحة في ظرف يومين شرط تمكينه من مبلغ مالي قدره 500 ألف دينار وبإعلامها بعجزه (محمد) عن توفير المبلغ المطلوب حاولت إقناعه بشتى السبل موهمة إيّاه أنها لا تحاول سوى مساعدته لا أكثر وإنجاح مشروعه ولمّا يئست اقترحت عليه أن تمكنه من قرض بنكي ليوفر المبلغ المطلوب لعماد حينها تفطن السيد محمد إلى المكيدة التي تحاول «ناجية» تدبيرها له فقطع علاقته بها لعدم ثقته بنواياها ونوايا عماد. ويواصل السيد محمد المزوغي قائلا: «يوم 14 جانفي 2011 هو يوم تاريخي لن يمحى من الذاكرة فبعد كشف حقيقة الطرابلسية وهروب «بن علي» أحسست أن الفرج قادم لا محالة وأن ما حرمت منه لسنوات سيتحقق خاصة بعد ظهور السيد وزير الفلاحة وصرّح بأن بابه مفتوح لجميع المواطنين فما كان مني إلا أن أخذت جميع وثائق مشروعي وقصدت الوزارة إلا أن التاريخ أظن أنه يعيد نفسه وطريقة المعاملة بين المسؤول والمواطن لم تتغير وإنما ما تغير فعلا هو الأشخاص لا غير». وأضاف أن أذيال النظام البائد مازالوا مندسين داخل الوزارات والإدارات التونسية على غرار بعض المسؤولين الموجودين حاليا بوزارة الفلاحة والذين مثلوا حاجزا من جديد أمامه شأنه شأن عديد المواطنين الآخرين فلقد فشل مجددا في مقابلة الوزير أو من ينوبه لإيجاد حل جذري لمشكلته حتى أن أحد العاملين بالوزارة قال له بصريح العبارة... «إن ما قاله الوزير حول استعداده لمقابلة جميع المواطنين ليس إلا حديثا تلفزيا لا غير ولا أساس له على أرض الواقع». هذه الإجابة أثرت أيّما تأثير في نفسية السيد محمد الذي أحس بتواصل لمبادئ النظام السابق والذي يتنافى وما تأسست عليه الثورة وتساءل متى يقع التخلي عن أتباع بن علي؟ ومتى تفي الحكومة المؤقتة بوعودها للمواطن التونسي؟ وأين هو وعد السيد الوزير الأول بعزمه على مساعدة أصحاب المشاريع؟ ولماذا لا تتخلى بقية الوزارات عن أذيال العهد البائد الذين تعودوا على ممارسة الرشوة والفساد وسياسة «الأكتاف» مثلما وقع بوزارة الداخلية؟ السيد محمد المزوغي يناشد السلط المعنية بسرعة التدخل لتسوية وضعيته التي كان لعماد الطرابلسي القدرة على حلّها في ظرف يومين وهو ما عجز عنه هو طيلة سنتين.