تواصلت أمس المظاهرات التضامنية مع ثورة مصر في عدد من الدول العربية والغربية، حيث شهدت موريتانيا والأراضي الفلسطينية المحتلة والنرويج وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا وبلجيكا وإسبانيا مظاهرات حاشدة تؤكد دعمها لثورة الشباب المصريين ومطالبهم. ففي موريتانيا نظم حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية نظم مساء أمس تجمعا جماهيريا بمقره للتضامن مع الثورة المصرية، ولمطالبة الرئيس المصري حسني مبارك بالرحيل. تونس ومصر نموذجا وقال قادة الحزب إن الشعوب العربية والإسلامية تعلق آمالا واسعة على نجاح الثورة المصرية لتشكل بذلك مع الثورة التونسية نموذجا لهذه الشعوب المغلوبة على أمرها، «والتي لا تزال من بين شعوب العالم تعاني من دكتاتوريات متسلطة ومزمنة». وخلال النشاط هتف المجتمعون كثيرا للثورة، ورددوا شعارات وأناشيد تدعمها وتطالب مبارك بالرحيل وتندد بالعنف و«البلطجة» التي يتعرض لها ثوار مصر، كما استمعوا لقصائد شعرية ألهبت مشاعر المتجمهرين. وفي رام الله نظم عدد من الفلسطينيين مسيرة تضامنية مع ثورة مصر، وفي قطاع غزة بدأ ناشطون ومدونون وصحافيون فلسطينيون إرسال رسائل نصية عبر الهاتف إلى المواطنين المصريين للتضامن معهم، وتأكيد دعم ثورتهم ضد نظام الرئيس مبارك. وتنوعت الرسائل وجاء في بعضها «نحن معكم ولن نترككم» و»دعاؤنا منصب لنصرتكم» و»أهل غزة لن ينسوا مواقفكم المشرفة ضد حصارها وتجويعها» و»الله معكم يا شعب مصر» و»لن ننسى كيف ساهم نظام مبارك في حصارنا». وإلى جانب تلك الرسائل كانت هناك رسائل أخرى عبر البريد الإلكتروني وعبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» للمصريين تدعم ثورتهم ضد نظام الرئيس حسني مبارك. حقوق الانسان والجبان وفي العاصمة البلجيكية بروكسل احتشد البارحة في الحي الأوروبي وساحة لابورسا مئات من أفراد الجالية العربية والمصرية وعدد من البلجيكيين للتعبير عن رفضهم «لأشكال القمع» الذي يتعرض له المعتصمون في ميدان التحرير بالقاهرة وغيرها من المدن المصرية. وقالت مراسلة الجزيرة نت ببروكسيل فاتنة الغرة إن المتظاهرين رددوا هتافات من مثل «يا حقوق الإنسان حاكموا حسني الجبان» و»لا مبارك ولا تطبيع دم أولادنا مش حيضيع»، كما رفعوا شعارات تندد بانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارس بحق المعتصمين في ميدان التحرير. أما في النرويج فقد تواصلت الاحتجاجات التضامنية مع انتفاضة الشعب المصري في العاصمة أوسلو إلى جانب عدة وقفات تضامنية في مناطق مختلفة من النرويج تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك ونظامه بشكل فوري. وتأتي هذه المظاهرة ضمن فعاليات ومظاهرات واحتجاجات تجري في عواصم الدول الشمالية من مثل أستوكهولم وكوبنهاغن. ودعت المظاهرات إلى دعم مطالب الشعب المصري بإسقاط النظام وسط تنديد نرويجي باعتداءات من يوصفون «بالبلطجية» على المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة، والاعتداءات التي شملت عددا من الصحفيين النرويجيين وآخرين. وفي كندا تظاهر المئات في شوارع مونتريال للمطالبة باستقالة الرئيس المصري حسني مبارك وإحلال الديمقراطية في العالم العربي، وشارك مصريون وتونسيون وجزائريون وقادة من المجتمع المدني من كيبيك وناشطون في منظمة العفو الدولية في المسيرة السلمية التي توجهت إلى القنصلية المصرية.