نحن أساتذة المدرسة الإعدادية للمكفوفين حي حشاد بئر القصعة والأولياء نسجل ما يلي: 1) لقد سعدنا كثيرا كسائر التونسيين لمرأى الاجتماع التلقائي الطافح بالعفوية الذي جمع وزير التربية بزمرة من التلاميذ ممثلين لجميع الولايات تقريبا عبّروا فيه بكل صدق وعفو خاطر عما يجيش بكوامنهم من شواغل وأحلام ومطامح، محطمين القيود التقليدية بين السائس والمسوس، محفزهم على ذلك بشاشة الوزير وأريحيته واستعداده الكبير للانصات إلى شواغلهم والتعاطف مع مطالبهم حتى لكأنها جلسة ود وإفضاء. 2) بقدر ما انتشينا لهذا المشهد الفيّاض بالألفة والودّ، بقدر ما ساءنا أن لا يكون من بين الحاضرين تلاميذ مكفوفون حتّى وقد توزعوا إداريا على ولايات ثلاث وكأن الأمر قد دبّر بليل، وكأن الإقصاء والتهميش الذي طالما عومل به تلامذتنا والإطار التربوي ككل من قبل الإدارات الجهوية الثلاث متواصل أي كأن هذه الإدارات الجهوية لم تستنشق بعد عبق الحرية والأمر طبعا مفهوم، فالملفات كثيرة وهي لم تحرك قط ساكنا لتبليغ أصواتنا ولا حتى لفهم ما نطلب بل كانت دائما تسعى الى تهميشنا وإقصائنا والتعامل مع مطالبنا على أنها مشطّة ومكلفة وهي لا تتدخل إلا لتكبيل إرادتنا وطمس أحلامنا. وما يحزّ في النفس أكثر أن هذه الجلسة انعقدت في ولاية بن عروس كبرى قلاع المكفوفين (مدرسة ابتدائية + مدرسة إعدادية + اتحاد جهوي). لذلك نلتمس بكلّ إلحاح من منطلق كوننا تونسيين بل وكون لدينا احتياجات بيداغوجية وتقنية ملحّة سبق لوزارة الإشراف ذاتها أن اعترفت بها وعقدت لأجلها بعض الاجتماعات إدراجنا ضمن دائرة الاهتمامات الشخصية للوزير وعقد اجتماع خاص بنا تلاميذ وإطارا تربويا للاستماع إلى شواغلنا وحل الإشكاليات العالقة سواء على المستوى البيداغوجي أو التقني حتى يستردّ الكفيف إنسانيته التي ضاعت في أتون جمعيات وهمية (جمعية بسمة، جمعية النور) لم تؤسس يوما إلا لتبييض الأموال وإدراج هذه الشريحة ضمن خانة المساكين والمتسولين والحال أن الكفيف = دكتور وأستاذ ومختص في الإعلامية الموجهة وأخصائي في العلاج الطبيعي. عاشت تونس حرّة مستقلة وعاش الكفيف التونسي حرا أبيا، عصيا على كل من يحاول أن يمارس ضده سياسة الإقصاء وتكميم الأفواه. عن أساتذة المدرسة الإعدادية للمكفوفين حي حشاد بئر القصعة وأولياء التلاميذ