أولياء: بعث معهد للكفيف بتونس الكبرى يقي أبناءنا الاجتثاث من عائلاتهم تونس الصباح: منذ اسابيع اتصل بنا ولي احدى التلميذات الكفيفات المتفوقات في دراستها مصرحا بانه لا يروم طرح مشكلة خاصة بل هاجسا طالما ارهق وحيّر عديد الاولياء امثاله ممن لهم ابناء يواصلون دراستهم باعدادية المكفوفين بحي حشاد ببن عروس ولا سيما منهم تلاميذ التاسعة اساسي البالغ عددهم 27 تلميذا.. مبعث حيرة عشرات العائلات وقلقها ضبابية مصير ابنائها الذين سيلتحقون بالدراسة خلال السنة الدراسية القادمة بالمرحلة الثانوية دون ان يتوفر لهم فضاء يحتضنهم او حتى مجرد معلومة تطمئن الأولياء والتلاميذ على حقهم في الاستقرار ومواصلة اجتهادهم في طلب العلم والمعرفة دون اجتثاثهم من اسرهم ومحيطهم الاسري والتربوي.. والاضطرار الى توجيههم الى سوسة لمتابعة المرحلة الثانوية. مع ما يحمله هذا الاجراء من معاناة التنقل والابتعاد عن العائله واشكاليات الغيابات المتكررة. وقد التمس الاولياء في رسالتهم الموجهة الى وزير التربية والتكوين عبر جريدة «الصباح» رفع هاجس الخوف الذي سكن عائلات هؤلاء التلاميذ وتمكينهم من الحق في استكمال دراستهم الثانوية بمحيطهم الاصلي بما يضمن استقرارهم ويحثهم على مواصلة الاجتهاد والمثابرة في الدراسة وذلك عبر استكمال المشروع الضخم الموجه لفاقدي البصر المتمثل الى جانب احداث مدرسة اعدادية تضم حاليا نحو 80 تلميذا مرسمين بالمستويات السابعة والثامنة والتاسعة اساسي في انجاز امتداد يشمل مرحلة ثانوية تحتضن قاعاتها المرتقين الى السنة الاولى ثانوي وتقيهم فراق العائلة والاهل والفضاء الدراسي الذي ألفوه ببن عروس خصوصا ان مكونات المشروع الموجه للمكفوفين يضم عديد الأقساط منها مرحلة ثانوية كما يصرح الاولياء. الوزارة تتفاعل.. باحالة فحوى مشاغل الاولياء الى وزارة التربية والتكوين لمسنا تفهما وتجاوبا مع هذه التطلعات والانتظارات حيث علمنا ان السيد حاتم بن سالم وزير التربية والتكوين ومن منطلق ضمان الظروف الفضلى لتمكين التلاميذ المكفوفين من مواصلة دراستهم بالمرحلة الثانوية وبالنظر الى تطور عدد التلاميذ بالاعدادية قرر احداث مرحلة ثانية بفضاء المدرسة الاعدادية ببن عروس بالنسبة للسنة الدراسية المقبلة تستقطب حوالي 25 تلميذا سيتم توزيعهم على قسمين في مرحلة اولى وذلك بعيد توسيع المؤسسة التربوية باضافة قاعة عادية وقاعة اختصاص.. وقد وجهت مراسلة في الغرض لوالي بن عروس لاتخاذ الاجراءات اللازمة. وما تجدر الاشارة اليه ان مكتب الدراسات والتخطيط والبرمجة بوزارة التربية كان بادر سنة 2006 بدراسة حول الوضع التربوي لمؤسسات المكفوفين افضت الى اقتراح بعث نواة مدرسة اعدادية ببئر القصعة مع امكانية توسيع طاقة استيعابها في مرحلة لاحقة لاستقطاب تلاميذ الثانوي حتى يخف الضغط على معهد الكفيف بسوسة وقد احدثت نواة الاعدادية خلال السنة الدراسية 2007/2008 وبلغ عدد تلاميذها حسب بيانات الوزارة 76 تلميذا موزعين على 6 فصول منهم 27 تلميذا بالسنة التاسعة اساسي. ويجري حاليا اعداد ملفات طلب العروض لانجاز مشاريع بناء مرقدين بطاقة استيعاب تقدر بمائة سرير وقاعة أكل ومطبخ ومسكن وظيفي. هكذا اذن يساهم تفاعل الوزارة مع مشاغل الاولياء وكذلك تعهداتها بتفعيل نص الدراسة في طمأنة التلميذ الكفيف على مستقبله الدراسي وتأمين افضل الظروف لمتابعة مشواره العلمي والمعرفي وتذليل الصعوبات امامه بما يؤكد الحق في التعلم للجميع دون استثناء او تمييز.