لم يحل «الصولد» الصيفي اقبال المواطنين على البضائع مخفضة الثمن دون انتعاشة تجارة الملابس في الأسواق الشعبية التي يتهمها البعض بأنها غير معلومة المصدر وتدخل في اطار التجارة الموازية في حين تقبل عليها شريحة كبيرة بما أن بضائع هذه الأسواق في متناول يدها وجيبها أيضا. ومن بين عديد الأسواق «كسيدي بومنديل» وسوق «ليبيا» ونهج القصبة وغيرها اختارت «الشروق» نهج «الملاحة» للتجول بين محلاته و»نصباته» والحديث عن مصدر بضائع تجاره وأنواع المقبلين عليه. وفي موقع غير بعيد عن مدخل نهج الملاحة يوجد محلّ عرضت على بابه أنواع من الملابس والأحذية ذات ماركات عالمية، دخلنا فوجدنا ياسين، سألناه فأجاب «كل بضاعتنا مستوردة ولكنها من الصنف الثاني وهي من تركيا والمغرب ولكنها ليست مهربة وأمورها واضحة ونحن نمررها عبر الديوانة». سألناه عن حرفائه أجاب «أغلبهم من الشباب الذي يطمح إلى الماركات العالمية عند تقدمنا في هذه السوق استرعت انتباهنا عديد «النصبات» للملابس الداخلية سألنا أحد أصحابها (الذي رفض التصوير) عن امكانية الاصابة ببعض الأمراض كالحساسية مثلا فقال «ليس صحيحا، الناس يقبلون كما ترين.. ومن الأفضل لدى بعضهم ارتداء بضاعتنا عوض البحث عن الملابس المستعملة أو الاكتواء بأسعار المحلات التي تتجاوز فيها قطعة واحدة مئات الدنانير من هذه النوعية من الملابس». في محل آخر شبيه بالأول وجدنا أيضا محمد الذي كان يلبي طلبات زبائنه الكثيرين ومن حسن حظنا انه فضلنا عليهم، أجاب «بضاعتنا مطلوبة جدا نظرا لزهد ثمنها مقارنة بمحلات وسط العاصمة، نوفر ما يجاري الموضة ونعمل حسب الطلب، تأتينا عديد الطلبيات من الحرفاء ونلبيها، وفي صورة عدم وجودها، نأتي بها من دبي أو المغرب أو تركيا، وأغلب حرفائنا محدودو الدخل ونمكنهم من الموضة رغم أنها مقلدة ونحن نتعامل مع البائعين بالجملة الذين يتعاملون بدورهم مع المصانع في ما يخص البضائع التونسية التي نبيعها أيضا وفيها أشياء ذات جودة عالية، صحيح محلية ولكنها «حلوة» وعلى كل حال، مستوردة أم لا، الكل يشتري ويستحيل أن يدخل أحدهم ولا يشتري إلا أنتما الآن». أما عادل وهو صاحب محل علقت على جدرانه أنواع عديدة من الحقائب والأحذية قال ضاحكا: «من يملك المال لا يشتري من هنا بل من العواصم العالمية أو من الأماكن الراقية، نحن لا يقصدنا إلا «الزوالي» وبالنسبة للأسعار فالتونسي يريدها هكذا، إضافة إلى أننا لا نعمل حسب الأسعار بل بالكمية أي أن هامش الربح لا يكون في السعر بل في العدد، المصانع أيضا تعتمد هذه الطريقة 100 مثلا من النوع الفاخر و5000 من هذه النوعية وهكذا تربح المصانع ونربح نحن أيضا». وعموما تبقى هذه الأسواق ذات فائدة كبيرة حتى لا تصبح الماركات العالمية والملابس شبه الفاخرة حكرا على فئات معينة.