لم يكن مرتاحا.. كان شارد الفكر وعلامات الحيرة بادية عليه.. مازال يشكو من بعض الأوجاع التي ألمّت به ليلة الأحد الماضي عندما تعرض الى الاعتداء بالعنف الشديد من طرف ملثمين داهموا المدرسة الاعدادية «سواني العنب» ونهبوا منها حوالي 50 حاسوبا ومعدات اعلامية وتجهيزات أخرى. السيد الطايع الشارني التقيناه صدفة، فحدثنا عمّا تعرض إليه ليلة الأحد الماضي عندما كان يحرس المدرسة الاعدادية «سواني العنب» بالكاف. محدثنا أشار في بداية حديثه الى أنه لا ينتمي الى أي حزب وأنه عاش ليلة الأحد الماضي «في أعقاب الأحداث الدامية التي تعرضت إليها مدينة الكاف والتي أدت الى انفلات أمني»، أطوارا صعبة جدا كادت أن تنهي حياته خاصة أنه شاهد الموت بأم عينيه وقد صرح بالقول: «ليلة الأحد الماضي وفي حدود الساعة العاشرة ليلا وبينما كنت بصدد حراسة المدرسة وعلى اثر الانفلات الأمني الذي عاشته مدينة الكاف تعرضت المدرسة الى هجوم خطير من طرف مجموعة من الأشخاص ناهز عددهم ال250 فردا قاموا بالاعتداء على مرافق المدرسة وهشموا أبواب الادارة وعندما حاولت الهروب لحق بي 8 أشخاص ملثمون كانوا يحملون «حبلا» وقارورة غاز مشل للحركة وبدون مقدمات شرعوا في تعنيفي ركلا وضربا الى أن أغمي علي بعد أن ضربني أحدهم بحجارة على رأسي ثم استيقظت بعد ساعة تقريبا وتوجهت الى منزل المدير فاتصل بوحدات الجيش وتم نقلي في حالة خطيرة الى قسم الاستعجالي بالكاف حيث تلقيت بعض الاسعافات».. يصمت قليلا ثم استظهر بشهادة طبية تمنحه راحة لمدة شهر، يواصل محدثنا كلامه بالقول إن الجناة هشموا أبواب الادارة ونهبوا حوالي 50 حاسوبا ومعدات اعلامية وأجهزة أخرى. وختم السيد الطايع حديثه فقال: «رغم الأضرار الجسدية التي تعرضت إليها ورغم فترة الرعب التي عشتها فأنا أحمد اللّه بأني مازلت حيا وأن الجناة لم يقتلوني.. سأطلب النقلة الى معهد آخر ولن أعود الى العمل بمدرسة «سواني العنب».