يختتم المنتخب الوطني للاعبين المحليين غدا مشاركته في المرحلة الأولى ل«الشان» بمواجهة نظيره السينغالي في مباراة حاسمة رهانها الترشح الى الدور ربع النهائي وسيكون منتخبنا مطالبا في هذه المباراة بالتعادل أو الانتصار للعبور مع التأكيد على أن الأصداء التي وصلتنا من بورت سودان تشير الى وجود عزم قوي لدى اللاعبين على اهداء الانتصار الى الشعب التونسي في هذه الظروف التاريخية وهو موقف عبر عنه اللاعبون بالاجماع... أكثر من ذلك أظهر زملاء يوف المساكني روحا وطنية عالية جدا من خلال رفضهم الحديث عن أية امتيازات مادية والارتقاء الى ما يتطلبه واقع بلادهم الراهن الذي يستدعي التضحية ونكران الذات والمساهمة في تحقيق القفزة النوعية التي يصبو اليها كل التونسيين. في نفس التوقيت أجرى المنتخب الوطني عشية أمس حصة تدريبية على الأرضية الاصطناعية لملعب بورت سودان انطلاقا من الساعة (20) بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت تونس) وهو نفس توقيت المباراة المرتقبة مع المنتخب السينغالي أما عن برنامج اليوم فيتضمن حصة تدريبية واحدة بداية من الساعة (19) أي الخامسة بتوقيت تونس. في ما يتعلق بالجانب الصحي الملاحظة البارزة تتمثل في تعافي متوسط الميدان الدفاعي مجدي تراوي من مخلفات الاصابة التي يعاني منها على مستوى الركبة وسيكون بالتالي على ذمة الاطار الفني. من يعوض الشاذلي مقابل عودة تراوي سيكون عادل الشاذلي متغيبا عن هذه المواجهة الهامة بعد حصوله على الانذار الثاني وقد يكون معوضه اما خالد القربي أو وسام يحيى علما بأن التشكيلة الأساسية لن تسجل أي تغيير يذكر خلافا للذي أشرنا اليه خصوصا وأن نسق الأداء تحسن بصفة ملحوظة وأضحى الانسجام كبيرا بين اللاعبين. معاينة المنافس تمكن المسؤولون الاداريون من الحصول على تسجيلات لمباريات المنافس في الدورة وقد اضطلع المكلف بالتقييم عثمان النجار بمهمة معالجة هذه التسجيلات التي تجري معاينتها من قبل المدرب ومساعده تمهيدا للاجتماع باللاعبين لتحديد الخيارات الفنية والتكتيكية في مواجهة الغد. أجواء أخوية رغم الحديث الدائر عن وجود بعض الخلافات بين اللاعبين فإن المعطيات التي استيقناها من السودان تشير الى أن الأجواء بين اللاعبين طيبة وأكثر من أخوية وهناك حرص على الالتفات الى الأهم أي مصلحة تونس. وحتى موضوع الخلاف بين الشاذلي والقربي فإنه لم يبرز للعيان حيث حرص الأول على لعب دور المؤطر والأخ الكبير لبقية اللاعبين. التونسيون في قلوب السودانيين أكد لنا مرافق المنتخب شهاب بلخيرية أن هناك تقديرا غير عادي من الشعب السوداني للشعب التونسي تجلى بالخصوص في المعاملة الراقية التي يلقاها الوفد التونسي. محدثنا أضاف: «أصبحنا نفاجأ بتوفير أشياء معينة قبل ان نطلبها أما في الشارع فالعبارات التي تتكرر أينما ذهبنا فهي «تونس حررت الشعوب العربية ومنحتها الأمل في حياة أفضل». التقدير السوداني للشعب التونسي انعكس أيضا على الأجواء في الملعب حيث وجد المنتخب الوطني مساندة مطلقة من الجماهير الرياضية فيما تعددت الدعوات للتكريم وكان آخرها حفل الاستقبال الذي نظمه النادي العربي ببورت سودان مساء السبت على شرف المنتخب التونسي وحضره المدرب المساعد نزار خنفير والاطار الطبي ورئيس الوفد وديع الجريء الذي كان مرفوقا بشهاب بلخيرية بينما مثل اللاعبين عادل الشاذلي. اداريو المنتخب التونسي اشترطوا عدم تضمن هذا التكريم مظاهر احتفالية احتراما للشهداء الذين سقطوا في ثورة الشعب التونسي وهو ما تقبله المضيفون مكتفين بتقديم هدايا تذكارية. هذا وقد رجانا أعضاء الوفد التونسي التأكيد على أن التغيب عن حفل التكريم الأول في اطار مهرجان البحر الأحمر كان بسبب وجود مظاهر احتفالية (غناء ورقص) ولم يكن ناتجا عن تقصير أو تجاهل مقصود. ربع النهائي في الخرطوم في صورة ترشح المنتخب الوطني وهو ما نرجوه وننتظره جميعا فإن زملاء البلبولي سيتحولون الى العاصمة السودانية الخرطوم ولن يبقوا في بورت سودان مثلما هو مقرر. الكنفدرالية غيرت البرنامج المسطر سلفا وقد اتخذ الوفد الاحتياطات اللازمة حيث تم الحجز على الخطوط السودانية لتكون الراحة من بورت سودان التي تبعد 1000 كلم عن الخرطوم مساء الاربعاء انطلاقا من الساعة (19) بالتوقيت المحلي أي الساعة الخامسة بتوقيت تونس. وللإشارة فإن المنتخب سيلعب على الأرضية الاصطناعية لملعب الخرطوم وليس على العشب الطبيعي لملعبي الهلال أو المريخ. تونس في المباشر برمجت ادارة النزل القناة الوطنية في أجهزة التلفزيون بغرف اللاعبين الذين يتابعون يوميا التطورات في تونس. ثورة مصر كانت أيضا في قلب اهتمامات لاعبي المنتخب.