بنسق متوازن يواصل أبناء الكوكي خوض معسكرهم التدريبي الذي اختتم بالأمس على وقع مباراة ودية ارتدت ثوب الجد في كلاسيكو جمعهم بالنجم الساحلي في الأثناء يتواصل الوضع المالي الخانق وتتواصل الصعوبات المادية التي تضيّق الخناق على الفريق وهذا ما أصدعت به بعض الأصوات من داخل البيت الصفاقسي. في مثل هذا الوقت من كل موسم كان ال«سي آس آس» يتنفس الصعداء وتضخّ في خزائنه موارد متجددة وتحديدا تلك المتأتية من أحد الألقاب العربية أو القارية التي واظب الفريق القبض عليها وطبعا كلّما تم الصعود على منصات التتويج ترتفع آليا أسهم الفريق المالية وهو ما لم يتحقق هذا الموسم الذي جاء مغايرا للسنوات الماضية التي تكاد لا تخلو إحداها من لقب. غير كاف بالتوازي مع غياب الألقاب يبدو أن النادي الصافقسي الذي استأنس استثمار الأجانب في مثل هذا التوقيت وتوفير الأموال من بيع بعض لاعبيه فإنّه ورغم أنّه جعل جل لاعبيه برسم البيع متى توفّر المبلغ الأدنى المحدد سلفا حسب القيمة الفنية لكل لاعب فإن الفريق لم يعثر على ضالته في سوق البيع وعلى الشروط المؤهلة للتسريح إلا في لاعب وحيد وهو دومينيك الذي ضمّه الأهلي المصري إلى صفوفه والواضح أن الفريق كان يعوّل على بيع لاعب آخر على الأقل حتى يتحرّر من تبعات هذه الوضعية الخانقة لكنه اكتفى مرغما بدومينيك الذي لا تسد عائدات بيعه رمق المصاريف اليومية المشطة والحاجيات المتواترة والمتزايدة. مهمّة إدارية الجميع يعلم أن هيئة ال«سي آس آس» بقيادة نوفل الزحاف رفقة بقية الأعضاء والمسيرين تقتصر مهمتهم وحسب شهادة رئيس الهيئة ذاته على المهمة الإدارية في حين تتحمل أعباء الحالة المالية الشخصيات التي زكّت هذه الهيئة وعيّنت تركيبتها وأخذت على عاتقها دفع عجلة الفريق المادية. أهل الوعود هل نكثوا العهود؟ بغض النظر عن اختلاف التسميات والمسميات من هيئة المستشارين إلى لجنة الحكماء مرورا بلجنة الدعم فإنّ أركان وأعمدة هذه اللجان مجتمعة شخصيات معروفة ومحددة يتقدمها كل من المنصف السلامي ولطفي عبد الناظر وشفيق الجراية وجمال العارم أو بالأحرى هيئة الظل التي تدير شؤون الفريق وهي التي اختارت الهيئة على شاكلتها الحالية ووعدتها أن لا تتأخر بالدعم وبضخ الأموال. إلا أنه يمكن القول ان هؤلاء المدعمين صاموا عن الدعم في هذه الفترة وأخلّوا بالوعود وبالتزاماتهم تجاه فريق عاصمة الجنوب وكأنهم نفضوا أيديهم وحتى لا نستبق الأمور ولا نحكم على هؤلاء بنكث العهود نكتفي برفع شعار «ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين» هامسين بها لرجالات الفريق علّهم يتذكرون وعودا اقتطعوها للتحرّك باتجاه واجبهم نحو الفريق وإنقاذه من الوضعية الراهنة بالتوازي مع إنقاذ مصداقيتهم أمام الفريق وجماهيره.