رغم اتساع المكان ورغم وفرة معروضاته استطاعت ولاّعات صغيرة شد أنظار زوار المركز التجاري إليها... فيتوقف الجميع يتأملها ويلوحون بابتسامة قبل مدّ أياديهم اليها... لاقتناء تلك الولاّعات حملت من الخصوصية ما يكفي لشدّ الأنظار اليها حسب توضيح موظف بالمركز التجاري...إذ هي حملت الكثير من ملامح الوطن..أولها علم البلاد وثانيها صورا لذ اكرته التقليدية منها مشاهد«للخمسة» و«الزربية» التقليدية. يقول أيضا ان المنتوج يلاقي اقبالا متزايدا لرمزيته... فالولاعة التي تحمل صورة علم البلاد هي رمز لانتفاضة شعبية كانت شرارتها الأولى شعلة نار في جسد شاب رفض القمع. «لا أحد يستطيع مقاومة حبه لعلم الوطن وربما ذاك هو سرّ هذا الاقبال المتزايد على الولاّعات «هكذا علق قابض طاولة الاستخلاص مشيرا الى أن ما يمرّ به الوطن هذه الأيام حرك رواج منتوجات جديدة كلها وليدة الثورة. من ضمن تلك المنتوجات أقراص ليزرية لموسيقى اطلقت عليها تسمية«أغاني الثورة» تحمل تلك الأقراص صورة محمد بوعزيزي وهو فاتح يديه للتصفيق مبتسما مرفوقا بصورة علم البلاد دون أن تحمل عنوانا واحدا لأغنية من تلك الأغاني المحملة...فقط اطلقت عليها تسمية أغاني الثورة. بائع تلك الأقراص قال إن «موسيقى الثورة» تشهد اقبالا كبيرا لعل أبرزه بلوغ المبيعات اليومية معدل 300 قرص ليزري. «لم تبلغ هذا المعدل من المبيعات من قبل حتى وان كان لأغاني جديدة لأشهر الفنانين». وعن حرفاء تلك الموسيقي قال المتحدث انهم تونسيون وأجانب من مختلف الفئات العمرية. تضمنت تلك الأقراص عدة أغاني لموسيقي الراب التونسي وهي الأغاني التي رافقت الثورة حسب قول المتحدث واصفا اياها بالأغاني الملتزمة. على بعد خطوات قليلة من محل عرض تلك الأقراص زوق علم الوطن جناح خصصته احدى المكتبات لعرض كتب ورويات عن الحب بمناسبة عيد الحب الموافق ليوم أمس... فاعتلى العلم قائمة العناوين «المنظرة» للحب. تزويق رمزي جلب اليه أنظار المارين في المكان...تقول نجلاء احدى المارات بالمكان ان الانتفاضة الشعبية أيقضت لدى الجميع روح الانتماء لهذا الوطن الذي أحكم نظام فاسد قبضته عليه طيلة أكثر من عقدين والذي عانى من لصوصيّة ممنهجة احترفتها زوجة الرئيس السابق وعائلتها. وتضيف« ها إن الوطن يعود لحياته العادية بعد هروب اللصوص لذلك تزويق العارضات بملامح الوطن قد لا يقتصر على أيام قليلة...فهو ملمح آخر ليومنا الجديد». الى جانب ذلك الجناح تعرض ذات المكتبة عناوين جديدة عن ثورة14 جانفي وذلك بعد مرور شهر عن هروب الرئيس... تلك العناوين فيها محاولات لفهم ثورة الشعب ومحاولات أخرى لتفسير ما حدث ليلة هروب الرئيس وهي واحدة من العناوين التي تلاقي رواجا هذه الأيام... تماما كما تلاقي منتوجات أخرى ولدت أثناء الثورة رواجا واسعا ومنها علم الوطن.