تنتشر في العراق بقوة موجة من الأغاني الجديدة تدعو لمقاومة الاحتلال، ويشدو بها مطربون أطلق عليهم «مطربو المقاومة»، ويطالبون فيها العرب بالوحدة في وجه الولاياتالمتحدة، وتحمل مضمون العداء للغرب. وقالت مجموعة صحف نايت ريدر الأمريكية في تقرير من بغداد إن تلك الموسيقى «تعكس وقد تغذي رفض الاحتلال الأمريكي، وبصفة خاصة لدى العرب السنة. و كثيرا من هؤلاء المطربين تمتد أصولهم إلى مدينتي الفلوجة غرب بغداد والموصل، اللتان تشهدان معاداة واسعة للاحتلال الأمريكي، بالإضافة إلى حالة من الإحباط بسبب نقص الأمن والكهرباء والخدمات. وأشار التقرير الذي نشر يوم الأحد على موقع «نايت ريدر» على شبكة الانترنيت إلى أن من بين أبرز المطربين المعادين للاحتلال والغرب المطرب، صباح هاشم، الذي أصبح الأكثر شعبية حاليا ويلقب ب»مطرب المقاومة». وأصدر هاشم منذ الاحتلال الأمريكي للعراق في مارس الماضي عشرة ألبومات يتحدث فيها خصوصا عن سقوط بغداد وعن «معركة المطار» التي سبقت بأيام قليلة سقوط العاصمة في أيدي قوات الغزو الأمريكي. كما يشيد هاشم في إحدى أغانيه ببطولة المقاومة في الفلوجة وبعملياتها ضد الاحتلال الأمريكي. ويدعو هاشم المستمعين في الشريط الأخير الذي يحمل اسم «الغضب» إلى حمل السلاح وطرد «الزنادقة» من البلاد، ويشبه عمليات المقاومة ضد الاحتلال في الفلوجة بهجوم الذئب على فريسته. وقالت «نايت ريدر» إن أغاني صباح هاشم صورت، وصدرت في أقراص مدمجة للفيديو، مشيرة إلى أن هاشم يظهر في ذلك التسجيل مرتديا على رأسه الكوفية العربية، وتظهر خلفه في شريط الأغنية المصورة صور وصفتها نايت ريدر «بالاستفزازية»، منها عمليات القصف التي تشنها مقاتلات «إف 16» أمريكية لمواقع عراقية، مما يسبب انفجارات كبيرة وسيدات تنتحبن باكيات على أبنائهن الذين قتلتهم قوات الاحتلال، بالإضافة إلى جنود أمريكيين يعتقلون مواطنين عراقيين، كما يظهر عراقيون في أحد المشاهد يهللون حول دبابة أمريكية دمرتها المقاومة. ونقلت عن مواطن عراقي يُدعى نظير عبود 36 عاما قوله: «تلك الموسيقى عندما أستمع إليها تدفعني إلى مساعدة المقاومة»، مشيرا إلى أنه اشترى الشريط الجديد من متجر للتسجيلات الصوتية في الفلوجة يحمل اسم «الثورة». وتشهد هذه الأغاني إقبالا متزايد من العراقيين، حيث قال إيهاب ثايا الذي تمتلك أسرته متجر «الثورة» : إنه يبيع حوالي 75 نسخة من الشريط أسبوعيا، مشيرا إلى أن اسم المحل مستمد من ثورة جويلية التي صعد فيها حزب البعث إلى السلطة عام 1969، واعتبر نسبة المبيعات المتزايدة دليلا على حب العراقيين لصدام حسين. وفي متجر آخر في المدينة، قال نوري هاشم 30 عاما : إن الشريط يحقق مبيعات متزايدة، مشيرا إلى أن الشباب هم أكثر من يقبلون على شرائه، بالإضافة إلى نسبة قليلة من السيدات. ويُعد قاسم السلطان أيضا من بين أشهر المطربين العراقيين المناهضين للاحتلال، حيث يتوعده في إحدى أغانيه، مؤكدا أن العراقيين «مستعدون لمواجهة الموت ولن يتخلوا عن أرضهم، وسيمحون أمريكا من على الخريطة». كما يتغنى باسم العلي ب»حب صدام حسين» ويتوعد في إحدى أغانيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا بأن العراقيين سيواصلون تأييد صدام، ويؤكد على أن «كل العراقيين يحبونه». وبالإضافة إلى ذلك، يتغنى مطربو «المقاومة» بالقومية العربية، ويدعون في أغانيهم الدول العربية في الشرق الأوسط إلى الوحدة والعمل على طرد الاحتلال من العراق. وتقول إحدى أغاني عدنان القاسم: «إن بغداد تدعو العرب إلى الحرب والشهادة».