كانت لحظة ذرفت فيها كرة القدم الدموع وليس رونالدو وحده ولا عشاقه وحدهم وكانت من اللحظات الأكثر حزنا حينما قرر رونالدو «الحقيقي» يوم 14 فيفري الحالي وضع حد لعلاقة العشق الجنوني بكرة القدم، وكان ذلك في مؤتمر صحافي انهار رونالدو باكيا. لحظة وداع مؤلمة ستترك الرقم 9 ومركز قلب الهجوم في العالم يتيما، فقد غادر «الظاهرة» المستطيل الأخضر الى الأبد وترك لعشاق المستديرة لمحات وابداعات موثقة لن يمحيها التاريخ أبدا... مسيرة بطل... قصة ابن ريودي جينيرو كانت توحي بطل في بلد اعترف كباره بعد ذلك أنه يصعب عليهم أن يجدوا من يشبه لويس نازاريود اليمال رونالدو رغم أن البرازيل ولادة الموهوبين... سمي رونالدو على اسم الطبيب الذي ساعده بالولادة، لم يستطع الالتحاق بالمدرسة فعمل بائعا متجولا وكان ينزعج كثيرا عند مناداته باسم «مونيكا» بطلة الرسوم المتحركة التي لديها أسنان أمامية كبيرة تشبه أسنانه... انطلق مع فريق كروزير وفي البرازيل عام 1993، لينتزع اعجاب كارلوس ألبير توباريرا مدرب المنتخب البرازيلي الذي ضمه للمنتخب الفائز بكأس العالم سنة 1994، بأمريكا، وكان رونالدو وقتها احتياطيا. ظاهرة أوروبا أسلوب رونالدو في اللعب كان يختلف عن غيره، مراوغ ماهر، سريع الحركة، هداف من طراز عال، باختصار مهاجم متكامل حذا حذو رماريو، عندما انتقل الى فريق بي آس في ايندهوفن في هولاندا عام 1994، ليسجل معه 54 هدفا من 57 مباراة رسمية بقيادة بوبي روبسون الذي انتقل معه الى برشلونة في موسم 1996-1997، ليسجل 47 هدفا من 49 مباراة... قدر الأبطال أن يلعبوا في صفوف الكبار، فانتقل الى الانتر بعد ذلك وهناك لقبته جماهير الانتر بالظاهرة وفي نفس السنة أي 1998، احتل المركز الثاني في كأس العالم بفرنسا، بعد خسارة النهائي. موسم اقترن باصابة بليغة أبعدته عن الملاعب لعدة أشهر. التاريخ الأسود في 12 أفريل من سنة 2000، عاد الى الملاعب، ليشارك لمدة 7 دقائق في المباراة النهائية لكأس ايطاليا بين الانتر ولازيو، ثم تعرض الى اصابة في الركبة في نفس مكان الاصابة القديمة وانجر عن ذلك انقطاع كامل لأوتار الركبة اليمنى في مشهد اقشعرت له الأبدان وأبكى رونالدو كثيرا وأشر على بداية النهاية... بعد 20 شهرا من الغياب، عاد الى الملاعب في كأس العالم 2002 ليساهم في فوز البرازيل باللقب في بلاد الشمس البازغة باحراز ثمانية أهداف كاملة في البطولة، رقم أكد علو كعب «الظاهرة» وأثبت من خلاله أنه من طينة خاصة فنيا وصاحب شخصية حديدية. وللأسف فإن تتالي الاصابات وحياته الصاخبة خارج الملاعب حكمت عليه بهذه النهاية التي لا يستحقها بريق ينطفئ في صيف 2002 انتقل الى ريال مدريد واستطاع أن يساعده على استرجاع أمجاده بأداء وأهداف، أعادت الى الأذهان صورة رونالدو في أواسط التسعينات، وختم الموسم بتسجيله الهدف رقم 15 في تاريخ نهائيات كأس العالم متقدما على غيره مولر وصانعا لنفسه مجدا جديدا... الى هنا شارفت قصة الابداع على النهاية وتجسدت فعلا بعد تحوله الى ميلان الايطالي سنة 2007، ورغم ضغوطات جماهير الانتر المتعصبة الا أنه تمكن من تسجيل 17 هدفا من 14 مباراة فقط... رقم يدل على أنه هداف بالفطرة... بعدها عاودته لغة الاصابات فتحول الى كورينثياتز البرازيلي في 9 ديسمبر 2008 وأمله كان كبيرا في أن يستعيد لياقته كاملة ويعود الى أوروبا ليسترجع تربعه على عرش المستديرة بعد أن تركه لمن كانوا يعيشون على وقع انجازاته... لكن الاصابات حكمت على الظاهرة بالانتهاء ولكنها أعطت الاشارة الأولى لبداية ترسيخ الأسطورة... رونالدو... أو «مونيكا»... أو الظاهرة. هو أسطورة لن تمحى وعلى كرة القدم أن تعلن الحداد بعد اعتزال من أعطاها بعدا آخر ومفهوما جديدا... محمد الهمامي بطاقة شخصية: الاسم: لويس نازاريو داليما رونالدو تاريخ الولادة: 22 سبتمبر 1976 مكان الولادة: مدينة ريبيروفي ولاية ريو دي جينيرو أبرز إنجازاته مع الفرق والمنتخب: بطولة هولندا عام 1995 وكأس هولندا عام 1996 مع ايندهوفن كأس الكؤوس الأوروبية مع برشلونة سنة 1997 كأس الاتحاد الأوروبي مع الانتر سنة 1998 بطولة إسبانيا مع الريال سنة 2002 كأس العالم للأندية مع الريال سنة 2002 بطل العالم مع منتخب البرازيل في 1994 و1998 كأس القارات في سنة 1997 كوبا أمريكا عامي 1997 و1999 هدّاف كأس العالم 2002 ب8 أهداف. إنجازاته الشخصية أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات حسب تصنيف الفيفا في سنوات 1996 و1997 و2002 أفضل هداف في تاريخ كأس العالم (15 هدفا من 19 مباراة). الهدّاف التاريخي للبطولة الإسبانية برصيد 35 هدفا في موسم واحد. فابريغاس: انه يوم حزين جدا، لم أشاهد قط لاعبا مثل رونالدو انيستا: سنودع اليوم أحد عظماء كرة القدم، شكرا رونالدو على امتاعك لنا وعلى كل ما قدمت لكرة القدم. ماسيمو موراتي: أشعر بحزن عميق لاعتزال رونالدو، انه أفضل مهاجم مر على تاريخ الانتر. كاكا: أشعر بالفخر لأنني لعبت بجوار رونالدو يوما ما... انه أحد أعظم من لعبوا كرة القدم... شكرا لأنك رسمت البسمة في وجوهنا. بوتراغينيو: رونالدو أفضل مهاجم شاهدته في تاريخ كرة القدم. ريوفير ديناند: انه يوم حزين لكرة القدم... رونالدينهو: أنا فخور لأنني لعبت بجوار اللاعب الأكمل في التاريخ... انه مثلي الأعلى وسيبقى كذلك... كل العالم سيفتقده سمير نصري: اعتزل اليوم أفضل لاعب في التاريخ من وجهة نظري. كريم بنزيمة: أنا حزين لرحيل بطلي وقدوتي في الملاعب... لن يأتي من يشبه رونالدو أبدا.