تجدّدت الاحتجاجات الشعبية في عدد من المدن الليبية في وقت مبكر صباح أمس استعدادا لتشييع جنازات قتلى الخميس. وفيما واصل الاعلام الرسمي انحيازه الى انصار الزعيم الليبي معمر القذافي خرجت صحيفة «قورينا» المقربة من نجله سيف الاسلام القذافي عن صمتها لتدين وبشكل غير مباشر اعتداءات قوات الأمن على المحتجين ومظاهراتهم السلمية. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» أن المتظاهرين نصبوا الخيام في بلدة البيضاء المجاورة لبنغازي صباح أمس، فيما توقعت أن يتحول موكب تشييع جنازات قتلى الخميس الى مظاهرات احتجاجية أخرى للتعبير عن سوء تعامل أجهزة الأمن مع المظاهرات السلمية. أمن البلاد... وأبنائها وفي السياق ذاته قالت منظمة العفو الدولية إن حوالي 24 قتيلا سقطوا في احتجاجات «يوم الغضب» في ليبيا، بينما أكّدت مصادر مطّلعة في مدينة البيضاء ان عدد القتلى الذين سقطوا أمس الاول برصاص قوات الأمن خلال المظاهرات المناوئة للقذافي وصل الى 14 قتيلا ومئات الجرحى وان نصفهم في حالة خطيرة. وأوضحت المصادر في تصريح لصحيفة «ليبيا اليوم» المستقلة ان قوات الأمن «الكتائب الامنية» التي تطلق النار على المتظاهرين جاءت فجر الخميس الى المدينة على متن طائرتين للسيطرة على الموقف في البيضاء. وفي الاتجاه ذاته أدانت صحيفة «قورينا» تعامل قوات الأمن مع المتظاهرين بالرصاص ونقلت خبر احتجاج عدد من المحامين أمس الاول أمام مقر محكمة شمال بنغازي للتعبير عن استيائهم من كيفية تعامل قوات الأمن مع المتظاهرين في مدينتي بنغازي والبيضاء. كما دعا المحامون الى السماح للمواطنين الليبيين بممارسة حقهم في التعبير السلمي لتحقيق مطالب مشروعة حاملين شعارات منها «نعم للدستور... نعم للقانون... نعم للحوار... لا للقتل... لا للبلطجة لا للسلبية لا للمحسوبية والفساد». رد صاعق؟! وعلى صعيد آخر هددت حركة اللجان الثورية والتي تعد معقل «الحرس القديم» في ليبيا أمس برد «عنيف وصاعق» على المتظاهرين «المغامرين» في ليبيا قائلة إن «المساس بالخطوط الحمراء انتحار ولعب بالنار». كذلك عرض التلفزيون الليبي في الساعات الاولى من صباح أمس لقطات مصورة تظهر الزعيم معمر القذافي يجول في عدد من شوارع العاصمة طرابلس ويلتقي مؤيديه. وتجمع حول القذافي عدد من الشباب المتواجدين في الساحة الخضراء وسط العاصمة ورددوا هتافات منها «الله ومعمر وليبيا وبس». وفي اتجاه آخر أعلنت ليبيا أمس قرارها تأجيل موعد «القمة العربية» المزمع انعقادها في مارس المقبل وجاء ذلك في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية في ليبيا. وأرجعت طرابلس هذا القرار الى «الظروف التي تمر بها المنطقة العربية» في الوقت الراهن. ومن جانبه نفى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن تكون الأمانة العامة قد تسلمت أي طلب رسمي لتغيير موعد انعقاد القمة مؤكدا أن الاجتماع المزمع عقده في العراق في مارس المقبل مازال وفق الجدول الزمني الموضوع.