تعددت تصريحات السيد صادق بوعبان مدير التلفزة التونسية الجديد الذي كان مديرا قبل سنوات وغادرها مسرعا أول ما جاءه عرض من حنبعل منددا بكاكتوس قائلا إنها السبب الوحيد لعجز التلفزة التونسية. وإننا ننتظر من السيد بوعبان مدير التلفزة ان يفعل شيئا آخر غير اتباع الموجة السائدة هذه الأيام ومهاجمة كاكتوس. بما أن مهنة مدير تتطلب مهارات أخرى مثل اعداد برامج تجلب الجمهور وبث صورة محترمة وعصرية والتخلص من صورة التلفزة الوطنية البدائية واراحتنا من وثائقيات عالم الحيوان وريبورتاج حول مسيرة اللاعب «باتيستوتا» (هذه بثت عشية السبت الماضي). أما إذا أراد أن يبحث عن مال التلفزة، فنطلب منه أن يتحلى بنفس الجرأة عندما اتهم كاكتوس وينظر حوله.. ينظر الى مكتبه.. يقرأ الوثائق ليعرف أين ذهب مال الشعب.. فهل يجرؤ فعلا على فتح هذه الملفات؟ هل يجرؤ ليكشف لنا كيف صرفت التلفزة مائة مليار على مقر جديد (مثلما صرح المنشط خالد نجاح)، ليس به استوديو واحد.. فتقطر المياه على منشطيها وينقطع الضوء في وسط البرامج.. أليس هذا مال الشعب. هل لديك الجرأة لتبحث في مصاريف التلفزة طيلة سنوات ولتكشف الفاسدين والسارقين والمدلسين. هل أن كاكتوس التي ظهرت منذ 2004 هي سبب افلاس التلفزة منذ عشرين عاما.. هل كاكتوس بامكاناتها التي لا تتعدى 1 بالمائة من امكانات التلفزة تنتج برامج عالمية في حين تعجز التلفزة عن بث صورة محترمة. هل استوديو الأخبار الذي نراه تكلف فعلا أكثر من مليار.. هل لديك الجرأة سيدي مدير التلفزة لتكشف السرقات والتلاعب بأموال البرامج والمسلسلات والسيارات الادارية وحتى مصاريف الأكل والتصوير وكراء المعدات الوهمية. هل لديك الجرأة لتكشف المديرين الذين اشتروا برامج تافهة لم يشاهدها أحد من شركات خاصة بأسعار خيالية. نطلب منك أن تنظر حولك هناك في مكتبك سيدي المدير وتحل بالشجاعة الكافية لكشف التلاعبات وكشف مال الشعب وكشف المسؤولين الذين أغرقوا التلفزة في الديون منذ الثمانينات وكشف مصير أكثر من 25 مليارا تتبخر سنويا من مداخيل فاتورة الكهرباء. هل لديك الجرأة لتكشف أن التلفزة كانت تعطي حافلتها مجانا لكاكتوس وأيضا لعديد الشركات الخاصة تقريبا مثل رؤوف كوكة (انتج طريق النجوم 1 بحافلة التلفزة) ولتلفزة حنبعل (نقل المباريات بالحافلة مجانا)، وحتى لشركات أجنبية (روتانا تبث حفلات قرطاج بحافلة التلفزة مجانا) والأمثلة عديدة. هل يجرؤ ويعترف أن شركة كاكتوس كانت الوحيدة التي تعطي أجورا خيالية للعاملين بخلاف أجورهم من التلفزة. هل تعترف أن كاكتوس كانت تنتج 3 سهرات فقط للتلفزة وأن بقية السهرات كانت بلا برامج وبلا اشهار (باستثناء الرياضة)، فهل منعتهم كاكتوس من العمل.. وحافلة التلفزة كانت رابضة في المقر بلا عمل. هل لديك الجرأة سيدي المدير؟ لأن الحل السهل هو مهاجمة كاكتوس والقول إنها سبب عجز التلفزة لأن هذا الحل يرضي الجميع ويخبّئ المستور.. ويحافظ على سياسة «تمكميك» الانتاج في الظلمة والتي تخرج لنا صورا مظلمة وسياسة مستمرة مثلما سياسة التعليمات والصنصرة مازالت موجودة (الأسبوع الفارط تم القطع المباشر لحصة حول الحوض المنجمي). لا يهم كل هذه الآفات التي تنخر مؤسسة التلفزة.. لنهاجم شركة كاكتوس وسنجد الحلّ في الختام نشكر السيد المدير على تفهمه ونشكر السيد بان كي مون الذي لم يخرج علينا بتصريح قال فيه إن كاكتوس سبب ثقب الأوزون وارتفاع حرارة الكون! الامضاء