على اثر إعلان الحكومة المؤقتة عن تنظيم مؤتمر دولي بقرطاج حول الاصلاحات السياسية والاقتصادية والتي اعتبرها رئيس الحكومة الفرنسية «مبادرة موفقة» فان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ووقوفا عند هذه المبادرة وأبعادها السياسية الخطيرة على تونس ما بعد ثورة الحرية والكرامة يوضح ويؤكد للشعب العربي في تونس مايلي: أولا: يؤكد الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أن الاصلاح السياسي شأن داخلي مرتبط بالسيادة الوطنية والإرادة الحرة للشعب بعيدا عن املاءات الجهات المانحة ويدعو الشعب التونسي الى رفض هذه المبادرة المهينة لإرادته وثورته المجيدة وكفاءة نخبه وقواه الحية. ثانيا: يدعو الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الى عقد ندوة وطنية للحوار حول الاصلاحات السياسية من أجل رسم مسار سياسي وطني يؤمن مستقبل تونس بعيدا عن كل الاملاءات الخارجية تشارك فيه كافة الأطراف السياسية والمدنية دون استثناء. ثالثا: إن هذه المبادرة هي تجسيد مفضوح للاستمرار في نهج التبعية الاقتصادية لمراكز رأس المال العالمي والخيارات الجاهزة للبنك الدولي وسائر مؤسسات النهب العالمي لثروات الشعوب. رابعا: إن مبادرة الحكومة المؤقتة بعقد مؤتمر دولي حول الاصلاحات السياسية والاقتصادية بتونس هو رهن لمستقبل الشعب التونسي الحر لوصاية الجهات الدولية حكومات ومنظمات. خامسا: يذكر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بمبادرته بإحداث لجنة مستقلة لإعادة النظر في منوال التنمية المتبع في تونس والذي اثبت فشله الذريع في تنمية عادلة بين الجهات والفئات وفي ملفات التشغيل والتقاعد في اتجاه منوال جديد للتنمية يعيد للدولة دورها الحاضن والتعديلي. سادسا: ينبه الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الحكومة المؤقتة من محاولات الالتفاف على الثورة الشعبية وضرب بعدها الوطني لأنها في تقديرنا ثورة ضد كل أشكال القهر السياسي والاجتماعي والوطني والقومي. سابعا: يذكر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بضرورة انفتاح الاقتصاد الوطني على الداخل وفي اتجاه علاقات متعددة الأقطاب مع الخارج خاصة مع القوى الصاعدة الساعية الى كسر الاحتكار الدولي واقامة نظام عالمي عادل ومتضامن ودون القفز على محيطنا المغاربي والعربي والاتفاقيات المبرمة معه في هذا الشأن، وهو الخيار الذي تؤكد جدواه الأزمات التي عصفت بالفضاء الأوروبي والتي ستكون لها انعكاسات خطيرة على الاقتصاد الوطني. ثامنا: إن الشعب التونسي هو الذي دفع ضريبة الدم من أجل كسر أغلال الاستبداد وهدم الحواجز الحائلة بينه وبين الحرية والكرامة لن يرتضي أن يضع مستقبله بيد غيره من الداخل أو من الخارج أي كان. عاشت تونس حرة عربية أبية عاشت ثورة الشعب ضد الهيمنة وثقافة الوصاية المجد والخلود لشهداء التحرير والكرامة عن المكتب السياسي الأمين العام