أعلنت حكومة البحرين في بيان لها أمس أن وليّ عهد البحرين أمر بسحب جميع قوات الجيش من شوارع البلاد ملبيّا بذلك أحد شروط المعارضة لبدء حوار سياسي، لكن المعارضة صعّدت من سقف مطالبها وطالبت باستقالة الحكومة قبل بدء أيّ حوار. وقال البيان إنّ قوات الشرطة ستواصل الاشراف على القانون والنظام. وشوهدت الدبابات والعربات المصفّحة التي نشرت الخميس الماضي في وسط العاصمة لفك اعتصام في دوار اللؤلؤة، وقد شكلت طابورا وتتجه غربا إلى خارج العاصمة المنامة. إعادة انتشار وقال مسؤول بحريني طلب عدم كشف هويته إنّ الجيش سيعيد الانتشار خارج المنامة وستتكفل الشرطة بحفظ النظام في العاصمة، لكن قوات الشرطة هاجمت المحتجين في المنامة في محاولة لاعادة الهدوء إلى المعقل السابق للاحتجاجات. وذكرت وكالة «رويترز» أن الشرطة ضربت المتظاهرين واستخدمت الغاز المسيل للدموع وقنابل الدخان لتأكيد سيطرتها على المكان بعد أن أكملت الدبابات والمدّرعات انسحابها من الميدان. وفي وقت لاحق سمحت الشرطة للمحتجين بالعودة إلى حوار اللؤلؤة. وكان الجيش البحريني أطلق النار مساء أمس الأول على متظاهرين في المنامة ممّا خلف عشرات الجرحى. وذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن العشرات أصيبوا بجروح وادخلوا المستشفى بعد اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين لتفريقهم. وذكرت مصادر متطابقة أن المتظاهرين كانوا ينوون التوجه إلى دوار اللؤلؤة الذي أغارت عليه قوات مكافحة الشغب فجر الخميس الماضي. وقال النائب علي الأسود من كتلة الوفاق الشيعية المعارضة إنّ الجيش أطلق الرصاص الحي على أكثر من ألف شخص كانوا يريدون الوصول الى دوار اللؤلؤة. شروط المعارضة في الأثناء طالب مسؤول كبير في المعارضة البحرينية (عبد الجليل خليل ابراهيم) أمس باستقالة الحكومة وانسحاب القوات المسلحة من شوارع المنامة للاستجابة لعرض الحوار الذي تقدم به أمس الأول ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. وقال ابراهيم، وهو رئيس كتلة الوفاق الشيعية البرلمانية إنّ على الحكومة أن تستقيل قبل إجراء أي حوار. وأضاف: «إننا لا نرى لغة حوار بل لغة سلاح، مشيرا إلى حادثة اطلاق الجيش النار على متظاهرين ممّا أسفر عن إصابة 95 شخصا من بينهم ثلاثة في حالة موت سريري»، حسب قوله. وكان ولي العهد الذي يشغل أيضا منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة قد أطلق في وقت سابق دعوة للحوار وطلب من المواطنين البحرينيين كافة إخلاء الشوارع. وعبر الأمير سلمان عن أسفه، «لهذه الأيام المؤلمة» ودعا الشعب إلى التوحد قائلا إن البلاد تقف على مفترق طرق. ودعا ولي عهد البحرين إلى إعلان يوم حداد على قتلى الاضطرابات التي تشهدها البلاد. وفي سياق متصل أصدر عدد من المشائخ والعلماء بالمملكة العربية السعودية بيانا حول الأوضاع في البحرين محذّرين من مخطّط «صفوي». وقال البيان إن: «المتابع للمظاهرات في البحرين يجد أنها تخرج عن دائرة المطالبة بالحقوق الى دائرة تنفيذ مخطّطات مشبوهة وأجندات ظاهرة تمثل طليعة لمدّ صفوي مجوسي يحلم بالاستيلاء على الخليج العربي. وأشار البيان إلى أن مملكة البحرين من أقل بلدان بطالة مع قلّة مواردها المادّية وأن نسبة كبيرة من المتظاهرين هم من أصحاب الوظائف ودعاوى المطالبة بإطلاق الحريات مقصودها الحقيقي تمكين المدّ الشيعي الايراني، حسب البيان.