شنت قوات الأمن البحرينية أمس حملة اعتقالات طالت عددا من زعماء المعارضة فيما كثفت من دورياتها وسط العاصمة المنامة عقب مقتل ستة أشخاص اثر عملية اقتحام دوار اللؤلؤة لإخلائه من المحتجين وهي العملية التي لاقت تنديدا من عدة قوى اقليمية ودولية. ونقلت صحيفة «القدس العربي» اللندنية عن خليل مرزوق النائب عن جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيس في البلاد قوله ان السلطات اعتقلت الناشطين ابراهيم شري وهو سني و5 قيادات شيعية هم عبد الوهاب حسين وحسن الحداد وحسن مشيمع وعبد الهادي المخوضر وعبد الجليل السنكيس. التلويح بالقوة! وكثفت القوات البحرينية الدوريات وسط العاصمة بعد فرض حظر التجول وانتشرت الدبابات التابعة لقوات درع الخليج التي ارسلتها دول مجلس التعاون الخليجي، في شوارع المنامة وفي محيط دوار اللؤلؤة. كما يفرض الجيش سيطرته التامة على مجمع السليمانية الطبي حيث يعالج المصابون نتيجة الصدامات التي جرت أمس الأول في دوار اللؤلؤة. وأوضحت طبيبة في المستشفى أنها تختبئ وعدد من زملائها في الداخل وان «القوات تطلق النار على بعض الأشخاص وتهدد باستخدام الذخيرة الحية». وأضافت ان «هناك جنود ينتشرون في جميع انحاء مجمع الليمانية الطبي ويطلقون النار على أي شخص». وكانت القوات استخدمت الدبابات ومدافع المياه وطائرات الهليكوبتر لتفريق المتظاهرين واخلاء دوار اللؤلؤة من المعتصمين وقد نفى متحدث باسم الحكومة قيام الأمن باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. طريق خاطئ وعلى صعيد متصل نددت مفوضة الأممالمتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي أمس بمهاجمة قوات الأمن البحرينية والخليجية لمستشفيات ومراكز طبية وهو ما «يشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي»، معتبرة انها ممارسات «مثيرة للصدمة». ومن جهته اتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالعاهلين السعودي والبحريني داعيا الى ضبط النفس وفق ما أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض. ومن جهتها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ان الحكومة البحرينية وحليفاتها في مجلس التعاون الخليجي «تسير جميعا في الطريق الخطإ». وأضافت في تصريح لشبكة «سي بي آس» «نحن نرى ما يحدث في البحرين مثيرا للقلق ونعتقد انه لا توجد اجابة أمنية عن تطلعات ومطالب المتظاهرين» داعية الحكومة البحرينية الى التفاوض من أجل التوصل الى حل سياسي مع المحتجين. وفي لندن قال المتحدث باسم رئيس الوزراء ان ديفد كامرون حث شخصيا ملك البحرين على التجاوب مع مطالب المحتجين «بالاصلاح لا القمع». كما حذر وزير خارجية السويد كارل بيلدت من أنه «عندما ترسل دول الخليج وحداتها لعسكرية الى الجزيرة الصغيرة فستكون هناك مخاطر حرجة للغاية في ان ينظر للوضع باعتباره جزءا من مواجهة أوسع نطاقا وسيزيد احتمال ان تستفيد ايران من الوضع». وعلى الصعيد الاقليمي استدعت وزارة الخارجية الايرانية مساء أمس الأول سفيرها في البحرين مهدي آغا جعفري احتجاجا على ما وصفتها ب«المجازر» التي ترتكبها السلطات بحق المتظاهرين ودخول قوات أجنبية الى المملكة. هذا وقررت الكويت عدم ارسال قوات الى البحرين للمساعدة على اخماد المظاهرات الشعبية المناهضة للحكومة مؤكدة انها «قد تحاول التوسط»، لتسوية المسألة.