وافانا الشاعر عبد الرزاق العايدي صاحب كلمات «تونس يا حبيبتي» المعروفة برسالة موجهة إلى أبناء الوطن ركز فيها بالخصوص على ضرورة نبذ الفرقة لبناء دولة «شامخة همتها» جاء فيها ما يلي: «يخطئ من يعتقد أن تونس الثورة ستتحول بقدرة قادر و في وقت قياسي إلى جنات عدن تجري من تحتها الأنهار أو المدينة الفاضلة التي لم تتحقق بعد عبر التاريخ الإنساني إلا في خيال مصممها إفلاطون .. كما يخطئ أيضا كل من يعتقد من خلال منابر الحوار عبر أكثر من وسيلة اتسمت في أغلبها بهتك العرض وتصفية الحسابات الشخصية والدعوة الملحة إلى تأجيج مشاعر الفتنة والانتقام انه سيكتب لهذه الثورة المباركة النجاح والديمومة وسيجني شعبها الأبي ثمارها وينعم إن عاجلا أو آجلا بمكتسباتها .. ليس من باب إسداء النصيحة أن أتوجه إلى كل من هو مسكون بحب تونسنا العزيزة و أقول له بالله عليك با ابن وطني دع ثورة الياسمين تتنفس الصعداء و تلتقط أنفاسها وتنعم بفترة نقاهة..بالله عليك يا ابن وطني لا تحملها ما لا طاقة لها بها وحاول بما أوتيت من صبر وترو وحكمة أن تباركها وتدعمها..بالله عليك يا ابن وطني كن في مستوى ثورة الغد الأفضل..ثورة الأمل المنشود..بالله عليك يا ابن وطني لا تجهض ثورة تحولت إلى قلب نابض امتدت شرايينه إلى أكثر من عضو في جسم الأمة العربية وأرجوك أن لا ترتدي جبة من كانوا بالأمس القريب دعاة الوطنية ونظافة اليد وتحولوا صدفة إلى حاملي لواء الرفض لهذه الجبة القذرة التي تآكلت على أكتافهم..بالله عليك يا ابن وطني دع كل من باستطاعته المساهمة في إنجاح هذه الثورة الخالدة يعمل في هدوء وامنحه ثقتك وكفانا رجما بالغيب .. إن تونس اليوم في حاجة إلى كل أبنائها الشرفاء..واعلم أن تونس الأمس ليست تونس الغد.. تونس عزيزة و غالية تربتها تونس كرامة و عندها هيبتها تونس بلادي عاشقة و سحارة واللي سكنها ذاب في محبتها ورغم الزمن و الكيد و الغدارة واللي تناسو كرها و صحوتها ورغم اللي مصوا طمها السمسارة