واصل أمس آلاف من المعتصمين بساحة القصبة ترديد الشعارات المطالبة بإسقاط الحكومة وبعث مجلس تأسيسي وإلغاء الدستور وحل مجلسي النواب والمستشارين. وكان المتظاهرون يردّدون شعاراتهم تحت زخات المطر وأحيانا أزيز الرصاص المنبعث من أمام وزارة الدفاع الوطني بعدما حاولت مجموعة من المتظاهرين الاعتصام أمام مدخلها. وحضر عدد كبير من أبناء الجهات الداخلية عبر حافلات أتت بهم من سليانة وسيدي بوزيد والقصرين وقفصة ومدنين والكاف. كما كانت فعاليات المجتمع المدني والسياسي المكونة لمجلس حماية الثورة حاضرة بقوة ومشاركة في حلقات النقاش التي ميّزت هذا الاعتصام ورفعت يافطات تصبّ في مجملها نحو مطلب إسقاط الحكومة وتبنّي خيار النظام البرلماني. وحضرت بعض الشخصيات الوطنية والسياسية وبعض الفنانين والحقوقيين والمحامين والصحافيين وحتى بعض الأجانب للمشاركة في الاعتصام ومتابعة الأحداث. وقد تعانقت الأعلام التونسية بالليبية وكان الجميع يتلقى الأخبار الواردة من بنغازي وطرابلس. وحلّ عدد من المحامين مع عميدهم الذي عقد ندوة صحفية في إحدى الخيمات قبالة ساحة البلدية ونصبت الخيام في بعض زوايا ساحة القصبة. وتم اعتماد لجنة نظام يمثلها الشبان، شبان ارتدوا قمصان بيضاء كتب عليها لجنة تنظيم الاعتصام. وكان الجميع يتعامل معها بإيجابية حيث استطاعوا توفير الأمن للمعتصمين والمتضامنين معهم ليمنعوا بذلك محاولات الاختراق التي قد يرتكبها محسوبون على نظام بن علي. المعتصمون أكدوا أنهم سيواصلون اعتصامهم ولن يكفوا عن ذلك الا باتمام ثورتهم، ثورة الحرية والكرامة.