بمجرّد أن نذكر النادي الإفريقي والترجي الرياضي تقفز إلى أذهاننا معاني الزعامة والعراقة والشعبية الجارفة ذلك أن عشقهما بقي مقيما وسيظل كذلك في قلوب الملايين من التونسيين من أقصى شمال البلاد حتى آخر نقطة من جنوبها ولكن بالرغم من أن الفريقين ظلاّ الممون الأساسي للمنتخبات الوطنية في مختلف الاختصاصات فإنه ليس بحوزتهما إلى حد اللحظة مركب خاصّ بكل واحد منهما بحكم أن ملكية حديقتي «أ» و«ب» تعود بالنظر إلى بلدية تونس في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات داخل عائلتي الفريقين مطالبة بالانفصال الكلي لأنه الخيار الوحيد لضمان استقلالية الناديين العريقين أولا كما أنه سيمهد الطريق أمامهما للتخلص فورا من مشاكل التمويل. «الشروق» فتحت هذا الملف مع الأطراف المعنية فخرجنا بالمعطيات التالية: نبيل القروي (رئيس مصلحة الرياضة ببلدية تونس): «أؤكد في بداية الأمر على أنه تم التطرّق من قبل إلى فكرة منح الملكية الخاصة بحديقتي الرياضة «أ» و«ب» لفائدة الإفريقي والترجي قبل أن يتقرّر التراجع عن ذلك في مرحلة موالية ومع ذلك فإننا نمنح الفريقين حقهما الكامل في التصرف بحرية داخل أسوار الحديقتين كإدخال التحسينات الضرورية مثلا ولكن شرط أخذ الموافقة من البلدية والتصرف يختلف طبعا عن حق الملكية علما أن البلدية تتكبد مصاريف لا حصر لها فهي الجهة التي تؤمن معاليم المياه الصالحة للشراب والكهرباء والغاز وحتى العملة.. وأريد أن أستغل هذه الفرصة لأزف البشرى لأحباء الفريقين ذلك أن الملعبين اللذين وعدنا بهماالناديين سيقع بعثهما قريبا فالملف الخاص بهما أصبح جاهزا». رياض بالنور (رئيس فرع كرة القدم بالترجي الرياضي): البلدية احتكرت الملكية «أجزم بأن الحصول على ملكية الحديقة «ب» هي حلمنا الكبير إذ أنه حان الوقت لإرساء بنية تحتية تليق بتاريخ وحجم الترجي الرياضي ذلك أن الملكية الخاصة للحديقة «ب» سيمكن الهيئة المديرة من الحصول على قروض بنكية كبيرة جدّا سنعتمد عليها في بعث عدة مشاريع داخل الحديقة فقد تضرّر فريقنا كثيرا جرّاء حرمانه من هذا الامتياز والأمر هنا ينسحب على جارنا النادي بعد سنوات قليلة من تأسيس فريق باب الجديد (عام 1920) من العناصر الفاعلة التي أسست فريقا آخر، وجه الغرابة في الموضوع أن هذا الفريق بحوزته حاليا مركب استثنائي يليق بحجمه وتاريخه في وقت مازال الإفريقي لا يملك من حديقة الرياضة «أ» سوى الاسم بل نجزم بأن منير القبائلي ما كان ليرضى بأن يتم إطلاق اسمه على حديقة النادي التي ليست بحوزته ملكيتها والأمر هنا ينسحب على المرحوم حسان بلخوجة الذي اتخذه الترجيون اسما لحديقتهم». هشام المناعي : (أمين مال النادي الإفريقي): لهذا نريد الملكية «أؤكد وبدون مبالغة أن ملكية النادي الإفريقي لحديقة الرياضة «أ» ستخلصنا من الأعباء المالية وأجزم بأن هذا الإجراء سيمكن خزينة النادي من توفير ما يعادل ميزانية موسم كامل وذلك من خلال بعث فندق ومركز لتكوين شبان الإفريقي فلا ننكر أن البلدية لم تقدّم الإضافة للفريقين بل حرمتنا من الملايين التي كنا سنظفر بها من المستشهرين والقروض البنكية... ولعلّ ما يحز في النفس أن فريقا آخر تحصل على ملايين الدينارات في الوقت الذي مازال فيه أبناء وشبان أكبر فريقين جماهيريا وتاريخيا يتدربون على ملعب سبق وأن تدرب على أرضيته أباؤهم في الستينات؟ وأؤكد مرة أخرى أننا مللنا الوعود الواهية ثم نعلم أن التفويت شمل عدة أشخاص عاديين فما المانع إذا من أن يتمتع فريقنا بهذا الإجراء؟». هل يعقل هذا؟ لا بد أن عائلة النادي الإفريقي تعرف جيّدا المرحوم أحمد الزڤلاوي بصفته كان أحد مؤسسي فريق «باب الجديد» وقد كان الزڤلاوي والتمتع بقروض بنكية.. ولا أعلم لماذا يراودني شعور كبير في الوقت الراهن بأن فريقنا سينهي هذه المسألة في القريب العاجل...».