أكدّ شهود عيان ومصادر طبية أمس أنّ ما يُسمى «كتائب القذافي» ارتكبت مذبحة بحق المواطنين الليبيين في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس حيث سقط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح ممّن كانوا يعتصمون في ميدان الزاوية للمطالبة برحيل معمر القذافي. فقد اقتحمت القوات الموالية للقذافي صباح أمس مدينة الزاوية مستخدمة أسلحة ثقيلة في مهاجمة أقل من ألف معتصم. وحسب الشهود فإن عدد المهاجمين بلغ 300 ممّا يُسمى «كتائب القذافي». هجوم مفاجئ وأكد الشهود أن تلك القوات هاجمت الزاوية بشكل مفاجئ وأطلقت النيران بشكل عشوائي من أسلحة متوسطة على مظاهرة للمدنيين العزل دون مبرّر. وأضاف الشهود أنّ جرائم حرب وقعت بحق المواطنين الليبيين في مدينة الزاوية «مشيرين الى أن هذا الهجوم أسقط العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح». وفي اتصال مع قناة «الجزيرة» القطرية قال علاء العربي، وهو من سكان مدينة الزاوية إنّ المعتصمين في ميدان الزاوية تعرضوا الى اطلاق نار كثيف استخدم فيه رشاش مضادّ للطيران والبنادق من قوات عسكرية لم تحدّد هويتها. وأشار الشاهد الى أنّ الكثير من المهاجمين هم من المرتزقة وقال إن سكان المدينة انتفضوا بعد هذه المجزرة وخرجوا الى الشوارع وقد أصبحوا أكثر اصرارا على رحيل القذافي. وأضاف أن كل سكان مدينة الزاوية يطالبون باسقاط النظام، إلاّ أنه ذكر أن ولاء الجيش والشرطة غير واضح إن كان مع الثوار أو مع نظام القذافي. وفي تطور هام قالت وكالة «رويترز» إنّ لجانا شعبية سيطرت على مدينة زوارة غرب طرابلس، وكانت المدينة ذات الأغلبية الأمازيغية قد شهدت عدّة مظاهرات حاشدة ضدّ القذافي. إعدام جماعي وفيما أعلنت السلطات الليبية أنها تعدّ لجولة للبعثات الأوروبية في طرابلس لدحض الشائعات التي تروجها وسائل الاعلام المغرضة حسب وصفها، بثت قناة «الجزيرة» صورا تظهر جثثا لرجال بزيّ الأمن ملقاة في الشوارع وقيل إنهم تعرّضوا للاعدام بعد رفضهم الانصياع للأوامر بقمع وقتل المتظاهرين الليبيين. وتظهر الصور الجثث وهي مكبّلة الأيدي وعليها آثار استهداف الرصاص للرأس مباشرة. من جهتها أكدت مصادر حقوقية أن مرتزقة من أوكرانيا وصربيا يقودون طائرات لقصف مدنيين في ليبيا. وفي ما يتعلق بالأوضاع في العاصمة طرابلس، قال الصحفي عبد اللّه عبد الرحمان لقناة «الجزيرة» إن أكثر ما يثير رعب سكان طرابلس هو أصوات اطلاق النار والمدفعية التي تملأ أرجاء المدينة بالاضافة الى تردّد أنباء عن محاصرة كتائب مسلحة لقرى ومناطق قريبة من طرابلس. وأوضح عبد الرحمان أن الكتائب المسلحة وعناصر ما يُسمى اللجان الثورية تنتشر بالمدينة في أوقات النهار، لكن تحرّكها بالليل ينحصر في الشوارع الرئيسية، حيث تتجنب دخول الأحياء الداخلية التي يلجأ فيها الأهالي الى السلاح الأبيض لحماية أنفسهم وممتلكاتهم. وأكد عبد الرحمان أن أهالي طرابلس يتداولون بكثرة أنباء عن مهاجمة المرتزقة للمستشفيات حيث يقومون بسرقة جثث قتلى المواجهات ويخفونها في أماكن مجهولة كما يقومون بخطف الجرحى.