ظلّ السيد منير البلطي نائب رئيس النادي الافريقي طيلة الآونة الأخيرة يعمل في الخفاء وبعيدا عن الأضواء ولم تكن مهمته هيّنة بحكم الشغور الذي انجرّ عن احتجاب رئيس الفريق السيد الشريف باللامين وأيضا في ظلّ الأزمة المالية الخانقة التي عرفها النادي ومع ذلك فإن هذا الرجل الذي خبر جيدا، واقع البيت الأحمر والأبيض الذي قضى صلبه 16 عاما تمكن باقتدار من تصريف شؤون النادي وساهم في تتويج الفريق الأول بلقب بطولة شمال إفريقيا ومع ذلك فإنه رفض أن ينسب هذا اللقب لنفسه وقال انه «ثمرة العمل الذي قامت به هيئة السيد الشريف باللامين» في إشارة الى تماسك أبناء فريق «باب الجديد» وإن حاول بعضهم عبثا شقّ صفوفهم المتراصّة. «الشروق» تحدّثت الى السيد منير البلطي الذي قد يغادر اليوم حديقة الافريقي إذا كتب طبعا لانتخابات الفريق أن دارت مساء اليوم، فأكد ما يلي: الرئيس القادم للإفريقي مطالب بتأمين 3 مليارات «أريد في بداية حديثي أن أترحم على أرواح شهداء العزة والكرامة.. وبما أننا نعيش حاليا على وقع ثورة الشعب التونسي فإنني أشعر بالفخر شأني في ذلك شأن ثلّة من أبناء النادي حيث سبق لنا أن تسلّحنا بالقيم الثورية وإن كان ذلك من بوابة الرياضة وذلك عندما قمنا بالتصدي بكل قوة لأحد الفرق المنافسة لنا في كرة اليد آنذاك.. أما بالنسبة الى ما يحدث داخل النادي الافريقي حاليا فلا يمكننا إلا أن نشعر بالسعادة خاصة بعد أن وصل الكتابة العامة للنادي أكثر من ترشح لأننا لا ننكر أن التسيير الرياضي أصبح صعبا ومرهقا الى أبعد الحدود فالرئيس القادم للنادي الافريقي سيجد نفسه أمام ضرورة تأمين مبلغ مالي يقدر بحوالي 3 مليارات حتى يضمن النادي مواصلة مشواره بثبات الى نهاية الموسم فالاشكال الأكبر الذي يواجه أنديتنا اليوم يتمثل أساسا في التمويل وهو ما جعل أغلب رؤساء النوادي التونسية يعبرون عن رغبتهم في الانسحاب لذلك أعترف أننا واجهنا العديد من الصعوبات داخل النادي الافريقي طيلة الأشهر الماضية ومع ذلك فقد تغلّبنا على أوضاعنا وقمنا بالانتدابات الضرورية وسارعنا بتسوية العديد من العقود ولن نبالغ إذا قلنا ان الهيئة المديرة القادمة للنادي ستشعر بسعادة كبيرة عندما تجد بحوزتها زادا بشريا ثريا جدا». العتروس أكثر من شقيق وبرنامجه أعجبني «أريد أن أؤكد على العلاقة المتينة التي تجمعني بالسيد جمال العتروس فهو أكثر من شقيق ويعرف الجميع أنني ساهمت أنا والطاهر الخنتاش في التحاق العتروس بالنادي الافريقي وسبق له أن زارني في منزلي لذلك لا خلاف لي معه بل إن برنامجه الانتخابي أعجبني كثيرا ولم يفتقد سوى الى بعض التفاصيل الأخرى وربما كنت سأضيف على النقاط التي طرحها العتروس في برنامجه الانتخابي ملكية النادي الافريقي للحديقة «أ» إذ أعتقد أن هذا الأمر سيخلص الفريق من شبح «الفقر» الى الأبد وهي مناسبة لأؤكد أيضا أن عبد السلام اليونسي بمثابة شقيقي الأصغر لذلك لا مجال للحديث عن خلافات بين أبناء الفريق الواحد وأنا تعودت شخصيا على دعم الفريق حتى وإن كنت غير ماسك بإحدى المسؤوليات داخل النادي. سأغادر الافريقي «أما بالنسبة الى الجلسة العامة الانتخابية فإنني خيّرت التمسّك بالحياد التام علما أن الفصل (26) من قوانين الجمعيات ينصّ على أن نائب الرئيس يحافظ على منصبه بعد أن يكون قد عيّن موعدا للجلسة العامة الانتخابية الخارقة للعادة لانتخاب رئيس للفريق بعد حصول الشغور على مستوى هذا المنصب وذلك في مدة زمنية أقصاها 3 أشهر ومع ذلك فإنني قرّرت مغادرة الفريق على أن أواصل دعمي له كما تعودت على ذلك منذ حوالي 16 عاما وإن قرار انعقاد الجلسة العامة اليوم يؤكد مرّة أخرى أنني لم أكن أسعى الى تأجيلها مثلما يردد بعضهم في الآونة الأخيرة.. علما أنني أدعم فكرة أن تكون الهيئة بأكملها منتخبة وهو ما نصّ عليه القانون الأساسي للأحمر والأبيض منذ عام 1959 وينبغي على الرئيس القادم للفريق أن يحاول جاهدا تطوير المداخيل القارة للفريق والتي لم تتجاوز اليوم حوالي 6٪ من الميزانية الجملية خاصة ونحن ندرك جيدا أنه لا يوجد في أنديتنا التونسية شخص قادر على ضخّ الأموال الطائلة بمفرده في خزينة فريقه باستثناء رئيس جمعية وحيد لذلك أؤكد أن الرئيس القادم للفريق سيواجه «شانتي كبير». من أساء لشخصي فقد أساء للنادي الافريقي «أتمنى أن يتجاوز أبناء الافريقي الخلافات والانشقاقات ولا أنكر أنه حزّ في نفسي كثيرا أن يتعرض فريقنا الى وابل من الشتائم والحجارة عندما كنا بصدد مغادرة الجزائر بعد أن أحرزنا لقب شمال إفريقيا وذلك من قبل فئة قالت انها تنتمي للإفريقي؟! وأؤكد مرة أخرى أنني ابن النادي الافريقي وكل من سمح لنفسه بالاساءة الى شخصي فقد أساء أولا وأخيرا للنادي الافريقي».