صنع النادي الافريقي التاريخ عام 1920 عندما تحدّى الاستعمار الفرنسي وتمسّك بحقّه في تكوين فريق تونسي أصيل بزيّه الذي يحمل اللونين الأحمر والأبيض موشّحا بالنجمة والهلال الأحمر التونسي، وها أن فريق «باب الجديد» يصنع اليوم تاريخا أعظم بما أن جماهيره ستحقق السبق وتختار رئيسا للنادي من بوّابة صناديق الاقتراع وهو ما يعني أن صوت الجمهور سيكون الأعلى وهي فرصة تاريخية للقطع نهائيا مع عهد الوصاية التي سعى بلحسن الطرابلسي وزمرته الى تثبيتها بكل الطرق الدنيئة داخل أسوار القلعة الحمراء والبيضاء فكان كابوسا حقيقيا جاثما على قلوب وأفئدة رجالات النادي العريق وجماهيره. انتخابات اليوم لن تؤسس لمرحلة جديدة داخل حديقة منير القبائلي فحسب وإنما ستمهد الطريق أمام بقية الأندية التي ستتذوّق ثمار هذه التجربة قريبا لأنها ستكون بمثابة الشرارة الأولى لثورة رياضية حقيقية صلب الفرق التونسية. أصوات الجمهور لا تُباع ولا تُشترى سيثبت جمهور النادي الافريقي اليوم أنه قادر علي اختيار الرجل الأفضل لقيادة النادي وسيؤكد هذا الجمهور أن أصواته ليست بضاعة تباع وتشترى في السوق السوداء وإن حاول أحدهم الدخول في متاهة كهذه فإنه أخطأ التقدير إما لانعدام الأفق لديه أو لجهله بقيم ثورة هذا الشعب من الألف الى الياء وإن حاول أن يوهم الناس أنه يحب هذا الفريق حدّ الفناء، فالأحمر والأبيض ليس ورقة قد يلعبها أحدهم من أجل مصلحة ما، لذلك سيدخل جمهور الفريق هذه الانتخابات عاقدا العزم على أداء واجبه الانتخابي إزاء ناديه بعيدا عن كل المهاترات والمزايدات، ويعرف هذا الجمهور أنه يحمل على عاتقه مسؤولية جسيمة طالما أن الأمر يتعلق باختيار رئيس الفريق الذي شرف تونس مغربا ومشرقا ومع ذلك فإن هذا الجمهور يملك من النضج ما يخول له حسن الاختيار وتقرير المصير.