كيفية الاحاطة بالطفل المعوق ومساعدته على الاندماج الاجتماعي مشكل يعترض كل الآباء الذين يعاني ابناؤهم من اعاقات مختلفة لذلك على الاولياء اتباع بعض النصائح التي من شأنها ان تساعدهم على التأقلم مع وضعية ابنائهم. وفي هذا العدد من العيادة النفسية نقدّم لكم حالتين يتمحور موضوعها حول الاعاقة ليقع تخليهما من قبل الاستاذ منذر جعفر معالج نفساني وسلوكي ** الحالة الاولى: ابنتي تبلغ من العمر 10 سنوات متخلفة ذهنيا درجة ثانية تم ادماجها بمدرسة عادية لكن مع الاسف نتائجها لم تكن مقنعة بالدرجة الكافية الشيء الذي جعلني احتار كثيرا بشأن مستقبلها. فما هو الحل الأنسب للتعامل مع حالتها هذه؟ * عمران الكاف * الردّ (1): ان ادماج بعض الاطفال ذوي الاعاقات الذهنية بالمدارس العادية يعتبر حلا ناجعا اذا توفرت جميع الظروف الملائمة لنجاح تأقلمه كتوفر الاطار التربوي الكفء والمختص في ادماج واعادة تأهيل المعاقين وتوفر برامج بيداغوجية مدروسة وبنية تحتية متطوّرة تتماشى وتراعي نفسية الطفل ومتطلباته الحركية مع العلم ان الطفل المتخلف ذهنيا في حاجة ملحة الى تأطير عائلي مستمر الى جانب دور الاسرة وذلك لغاية تحضيره نفسانيا وبيداغوجيا حتى تكون عملية الاستيعاب ناجعة وناجحة. لذا ننصحك سيدي بالاتصال باخصائي في علم النفس لتقييم نوعية الاعاقة الذهنية التي يعاني منها ابنك حتى يتمكن من توجيهك الى الهيكل التربوي المناسب والقادر على تقديم الاضافة المرجوة له. ** الحالة الثانية: ابني البالغ من العمر 12 عاما مصاب بإعاقة ذهنية نتيجة لخلل جيني الحقناه منذ الصغر بمدرسة مختصة تعتني بهذا الصنف من الاطفال لكن مع الاسف لم نلاحظ تطوّرا كبيرا في حالته على جميع المستويات. انا خائفة كثيرا على مستقبله لان مستواه الذهني لا يسمح له بالاندماج في الحياة العملية والاجتماعية. * رجاء (تونس) * الردّ (2): ابنك سيدتي مصاب بنوع من الاعاقة الذهنية نتيجة خلل كروموزومي والمسمى (بالكريزومي 21) والذي يتسبب في بعض التشوهات الخلقية والذهنية لدى الطفل. وتصنف هذه الاعاقة الى ثلاثة انواع ولا ندري الى اي صنف منها ينتمي ابنك. لذلك وجب الاعتناء بطفلك المعاق منذ الصغر والبحث عن مدرسة اخرى تتوفر فيها جميع المرافق والاطر البيداغوجية صاحبة الكفاءة المهنية اللازمة. كما يجب ادماجه باحد المراكز المهنية لتلقينه بعض المهن التي تتماشى مع امكاناته الذهنية والحركية مع العمل على تخصيص وقت كاف ليمارس بعض الانشطة الرياضية والثقافية لان ذلك سيساعده على الاندماج في محيطه الاجتماعي. كما ننصحك بضرورة تحميله بعض المسؤوليات التي تتماشى مع قدراته الذهنية والحركية واخيرا نطمئنك سيدتي بأن هذا الصنف من المعوقين يمتازون بخفة دمهم وقابليتهم للاندماج الاجتماعي السريع.
