أريانة - الصّباح: «نعم واجهنا بعض الصعوبات في ادماج الأطفال المعاقين في الوسط المدرسي ولكن نسعى دائما الى تذليلها والبحث عن الحلول الممكنة لضمان الاستفادة الرجوة من ارساء تجربة الاقسام الدامجة».. هذا ما افادنا به السيدان منذر العافي المكلف بمأمورية بوزارة التربية والتكوين وعلي بوعطور المتفقد العام للتربية والناشط الجمعمياتي في مجال رعاية المعاقين وذلك خلال لقاء بهما أمس بمناسبة انعقاد المنتدى الدولي الاول حول «الاعاقة والادماج الاجتماعي والمحامل البيداغوجية في الوسط التربوي في العصر الرقمي» المنتظم بالقطب التكنولوجي الغزالة ببادرة من وزارة التربية والتكوين والجمعية التونسية لتنمية التكنولوجيا الرقمية والموارد البشرية.. وبين السيد منذر العافي ان المدارس الدامجة تهدف الى ادماج الأطفال المعاقين من ذوي الاحتياجات الخصوصية في عدد من المؤسسات التربوية..، وذكر انه تم ارساء اقسام دامجة في مختلف ولايات الجمهورية وقد احيطت هذه التجربة بكل ممهدات النجاح.. واضاف ان هذه المدارس هي مدارس عادية هيئت خصيصا لاستقبال حاملي الاعاقة اذ تم تكوين المدرسين الذين يؤمنون تدريس هؤلاء الاطفال. وقال محدثنا ان ارساء المدارس الدامجة لم يقع بصفة اعتباطية بل خضع الى عدة شروط علمية دقيقة ابرزها البيداغوجيا الافرادية أي الاهتمام بكل تلميذ على حدة وافراده بتمش بيداغوجي خاص به وقد تمت معاضدة هذا المجهود بالوسائط الرقمية قصد تيسير عمل المدارس الدامجة وتسهيل عملية تعليم المعوقين. وذكر محدثتنا ان استخدام التكنولوجيات الحديثة في هذه المدارس الدامجة أمر حديث وقد تم للغرض وضع البرمجيات الضرورية لتأمين تدريس التلاميذ ووضع الضوابط اللازمة لضمان حق المعاقين في التعلم. واضاف ان عمليات الادماج لا تقتصر فقط علي المدارس الابتدائية بل تشمل مراكز التكوين المهني ايضا وتقرر للغرض تهيئة المراكز واعداد تلاميذها للمهن بمختلف انواعها على ان تتماشى ونوعية اعاقاتهم وذكر ان وزارة التربية والتكوين تستغل في هذا المجال بمساعدة عدد من الجمعيات اهمها جمعية بسمة للنهوض بتشغيل المعاقين اضافة الى اسهام عدد من الوزارات الاخرى خاصة وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة العمومية ووزارة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين، ولتجاوز الصعوبات التي واجهت تجربة ادماج الأطفال المعاقين في المدارس بين ممثل وزارة التربية والتكوين انه تم تأهيل المدرسين بيداغوجيا ونفسيا. تعميم التجربة في نفس الاطار، حدثنا السيد علي بوعطور وقال ان البرنامج الوطني للادماج المدرسي للأطفال المعاقين الذي شرع في العمل به منذ السنة الدراسية 2004-2003 واجه بعض الصعوبات ولكن لا يمكن ان نقول انه برنامج غير ناجح.. وقال «حينما نتكلم عن النجاح فهو يختلف من تلميذ الى آخر.. فقدرات التلايمذ المعاقين متفاوتة.. لكن الامر المهم هو انه من الواجب ان يتمتع الطفل المعاق بحياة عادية ولا يشعر بالتمييز والابعاد.. ومن الواجب ان نوفر له كل الظروف التي تسمح له بان يتعلم مثل غيره وان نقدم له المساعدة الفنية اللازمة. واضاف محدثنا: هناك اطفال معاقين يمكنهم ان ينجحوا وآخرون نسق تعلمهم منخفض.. لكن الهدف الرئيسي من تجربة المدارس الدامجة هو تمكين تلاميذها من التعليم ليسهل ادماجهم في المجتمع وليتمكنوا من تعلم حرفة. ولاحظ الخبير في المجال التربوي ان ادماج المعاق في مدرسة عادية يعطي نتائج افضل من ادخاله الى مركز مختص في العناية بالاطفال المعاقين وذلك من حيث القدرة على الاندماج الاجتماعي.. اي ان المعاق الذي يدرس مع معاقين يكون اقل قدرة على الاندماج الاجتماعي من المعاق الذي يدرس في مدرسة عادية. وذكر محدثنا أنه بعد ست سنوات من ارساء الاقسام الدامجة نجد انه من بين 299 تلميذا معاقا دخلوا المدارس قبل ست سنوات هناك 129 تلميذا يتابعون دراستهم الآن في مستوى السنة السادسة أساسي.. وهناك منهم من تحصل على ملاحظات جيدة. وعن سؤال يتعلق بالصعوبات التي يتحدث عنها المدرسون في اقسام دامجة قال محدثتنا «صحيح.. ان المعلمين يواجهون عدة صعوبات ولكن هذه الصعوبات موجودة ايضا في بلدان اخرى قامت بنفس التجرية ولكن تم تذليلها بصفة تدريجية. وتم في تونس تذليل تلك الصعوبات بصفة تدريجية.. وسيتم بداية من السنة الدراسية القادمة تمتيع المربين بأدلة بيداغوجية اضافة الى اعداد دليل مرجعي للادماج المدرسي للاطفال المعاقين في المؤسسات التربوية العادية وهو يحتوي على جملة من النصائح للمعلمين حول كيفية التعامل مع الطفل المعاق ذهنيا وعضويا وبصريا وسمعيا وقد ساهم في اعداده مختصون وخبراء. وفي نفس الصدد حدثنا السيد صلاح الدين الغريسي رئيس الجمعية التونسية لتنمية التكنولوجيات الرقمية والموارد البشرية وقال ان الجمعيات مدعوة الى تكثيف العمل لتوفير المعدات الخاصة بتدريس الأطفال المعاقين قصد تمكينهم من نفس الخطوط التي يتمتع بها الاطفال العاديون.. وبين انه بفضل التكنولوجيات الحديثة يمكن للتلميذ المعاق تحسين مهاراته واستيعاب الدرس بكيفية افضل.