واصل يوم أمس المتظاهرون بساحة المقاومة المتاخمة لساحة القصبة بصفاقس اعتصامهم من أجل إسقاط الحكومة وبعث مجلس تأسيسي وحل مجلسي النواب والمستشارين وإلغاء الدستور. اعتصام القصبة بصفاقس هو امتداد لاعتصام قصبة العاصمة، لذلك جاءت شعاراته لا تختلف عن نظيره بتونس، وقد تحول المكان في الفترة القليلة الفارطة إلى قبلة للثوار من تلاميذ وطلبة وشباب وكهول ومحامين ونقابيين ومربين وعملة وموظفين وغيرهم . داخل الفضاء انتصبت العديد من الخيام، بعضها للمحامين والبعض الآخر للأطباء والإعلام واتحاد الشغل وغيرها من الخيام التي تحولت إلى قاعات لتدارس المواضيع والنقاش في الأمور السياسية بصوت عال ومرفوع من أجل تفعيل مجلس حماية الثورة. أهالي صفاقس ومتساكنوها من مواطنين وممثلي بعض الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية والشغيلة ومكونات المجتمع المدني باتوا يجدون في الفضاء منبرا إعلاميا جماهيريا كبيرا للتعبير عن رأيهم الذي تجاوز الاهتمام بالوضع السياسي التونسي إلى ما يحدث في القطر الليبي الشقيق من مجازر جماعية ينفذها بكل قسوة ما سمى نفسه بقائد الثورة.. فالإعتصامات أمام مقر قنصلية ليبيا بصفاقس تتواصل، وقد بادرت يوم أمس النقابة الأساسية للتعليم العالي بوقفة احتجاجبة أمام مقر القنصلية مطالبة بتنحي معمر القذافي وأزلامه منددة بممارساته اللاّ إنسانية في حق الشعب الليبي الشقيق . الوقفة الاحتجاجية لأساتذة التعليم العالي انخرط فيها بعض الطلبة والمواطنون من تونس ومن القطر الليبي الشقيق، وقد اضطر العاملون بالقنصلية أمام ضغط هتافات الحضور إلى خلع العلم الليبي الأخضر، وقد كان للكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم العالي الباحث الدكتور عبد الحميد الفهري كلمة موجزة ركز فيها بالخصوص على ضرورة الوقوف مع الشعب الليبي داعيا كل الحضور إلى التبرع بالدم والأدوية تفعيلا لدعوة الإتحاد العام التونسي للشغل بصفاقس في الغرض. وقبل أن يختم كلمته بالنشيد الرسمي التونسي، دعا الدكتور الفهري إلى ضرورة الإسراع في تقديم هذه المساعدات نظرا إلى الحاجة الملحة إليها في هذا الظرف الدقيق. بقي أن نشير إلى أن القنصل الليبي بصفاقس فك ارتباطه بالنظام الليبي وهو ما عبر عنه أول امس لما خرج إلى شرفة القنصلية وألقى بصور معمر القذافي معلنا بشكل رسمي لا لبس فيه ان النظام الليبي لا يلزمه وأن موقفه من موقف الشعب الليبي الباسل.