كتب شهداء ثورة الحرية بدمائهم صفحة ذهبية في تاريخ تونس ودخلت بالبلاد في مرحلة جديدة مبنية على الحرية والديمقراطية الحقيقية والكرامة الإنسانية وأصبحت الثورة اليوم ملكا للشعب يتفاعل معها بطرق شتى ومن المؤسف جدا أن نشهد اليوم محاولات للقفز على الأحداث ورسم صورة كاذبة لمناضلين جدد وثوريين جدد يقوم بها من كانت يداه في زمن غير بعيد ملوثة بممارسات حقيرة وقذرة كان يقودها التجمع الدستوري الديمقراطي وأيضا عبد الوهاب عبد الله مؤسس المنظومة الإعلامية السابقة الإرهابية والقمعية والتعسفية وكلا الطرفين المذكورين تصرف تصرفا ديكتاتوريا وطاغيا مثلما كان يتصرف الرئيس المخلوع ولئن رسم التجمع وعبد الوهاب الخطوط العريضة لسياسة الترهيب والترويع والتخويف فإن تنفيذها أوكلوه إلى اتباعهم ممن يحاولون اليوم الظهور في صورة الضحايا والمقموعين بعد أن خلفوا هم ضحايا وقمعوا أشخاصا عديدين ومن المخجل أن يفسح اليوم مجال لهؤلاء حتى يمارسوا المغالطات ويزيفوا الحقائق مجددا بتواطؤ مفضوح من جهات وأشخاص يتظاهرون اليوم بالدفاع عن حرية الإعلام ويتهمون النزهاء والشرفاء ممن رفضوا بيع ضمائرهم كما فعلوا هم سابقا ونظرا أيضا لعدم وضوح سياسة برامجية وخط إعلامي تحريري في مؤسسة التلفزة رغم جهود عدد من الكفاءات وبالنظر أيضا إلى الفوضى وغياب الانضباط وفسح المجال لكل من هب ودب في التلفزة على خلفية تلميع الصورة المشوهة واستغلال الثورة للحفاظ على ما كانوا يتمتعون به من مصالح وظائفية ومالية مخالفة للقانون وللأخلاق فإني أعلن انسحابي من خطة مدير أخبار بالنيابة في مؤسسة التلفزة وهي خطة لم أشغلها في الأصل كما شغلوها من قبلي بالسيارة الإدارية والكاتبة والحاجب والامتيازات وإنما كنت دائما في قاعة التحرير يدي مع الجماعة بل ونزلت إلى الميدان للقيام بريبورتاجات لأني كنت دائما صحافيا ولست بيروقراطيا وقد حاولت جهدي قدر الإمكان العمل في اتجاه تطوير ما يمكن تطويره وسط ظروف صعبة للغاية ولئن سجلت بعض النقاط في اتجاه قدر أدنى من الحرفية إلا أن ذلك ليس كافيا وأود التأكيد على أن هذا الانسحاب عبرت عنه للسيد رئيس المؤسسة منذ أيام وليس وليد اللحظة. وأنه من واجبي أن أبقى تحت ذمة المؤسسة التي أنتمي إليها إداريا في أي عمل يتناغم مع الوضع الجديد الذي أفرزته الثورة وذلك بالحرفية المطلوبة وإني مع ذلك سأظل أواجه المخادعين ومن يتبناهم لغايات معينة وسأظل أواجه أيضا الطامعين في المناصب من الانتهازيين الجدد وأيضا من أولئك الذين كانوا عملاء النظام السابق بكل مكوناته بما في ذلك الصحفيون الذين كانوا يتوددون ويتقربون من وكالة الاتصال الخارجي وعملوا على تقديم صورة مغلوطة في القنوات التي عملوا مراسلين لها عن تونس في عهد الرئيس المخلوع.. وحتى المتواطئين وإني أدعو الجميع اليوم إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية وقول الحقيقة كما أدعو الزملاء جميعا إلى الصراحة والصدق وعدم تبني مقولة «لكل مقام مقال» لأن في نفاق مفضوح. خالد نجاح صحفي في مؤسسة التلفزة التونسية