احتضنت دار الثقافة ابن رشيق مساء الخميس في إطار لقاءات نادي «محاورات» لقاء حول جمعية السينمائيين التونسيين حضره عدد كبير من السينمائيين الشباب منهم خاصة وتغيّب عنه علي العبيدي الرئيس السّابق لجمعية السينمائيين الذي رفع قضية عدلية في إبطال المؤتمر الأخير للجمعية الذي انتخب هيئة جديدة. اللقاء أفتتحه منير بوعزيز رئيس جمعية السينمائيين الذي قال أنّ ما دفعهم الى انجاز مؤتمر دار الثقافة ابن خلدون مؤخرا هو عدم وجود أي إمكانية للحوار مع رئيس الجمعية السّابق الذي قال أنّه حوّل الجمعية الى بوق دعاية للنظام السّابق مقابل امتيازات كما كان من الموقّعين على عريضة المساندة للرئيس السّابق وظلّ الى أخر لحظة يدافع عنه. وأكدّ بوعزيز ان العبيدي كان يعقد المؤتمرات في بيته كما منعهم من الأنخراطات وقال أنّ المؤتمرات التي كان يعقدها العبيدي كان تكون قانونية لكنّها غير شرعية في حين أن المؤتمر الذي عقد في ابن خلدون بعد سلسلة من اللقاءات بين السينمائين شارك فيها حوالي 200 سينمائي هو مؤتمر شرعي. بوعزيز قال أنّ السنوات التي قضاها العبيدي رئيسا للجمعية ستتمّ المحاسبة عليها لأنّ الجمعية ليست ملكا لشخص بل هي مكسب وطني تأسست منذ سنة 1970 ولكن بسبب الظروف التي عاشتها الجمعية ولدت تجمّعات أخرى خارجها من بينها تجمّع السينمائيين بعد فقدان الثقة في الجمعية. أسئلة هذا اللقاء كان مناسبة لعدد من المتابعين للشأن السينمائي منهم النّاقد محمود الجمني الذي تساءل عن سرّ صمت السينمائيين طيلة 15 سنة أمّا الدكتور عفيف البوني فتساءل عن إصرار السينمائيين على التمسّك بالجمعية وما انجرّ عنه من مشاكل قضائية في الوقت الذي كان بإمكانهم أن يؤسّسوا جمعية جديدة أمّا المخرج الحبيب المستيري فقال إنّ تونس كانت تعاني من التصحّر الثقافي ممّا خلق مناخا من النرجسية والأنانية في أوساط السينمائيين وقال المسرحي الطاهر عيسى أن مبالغ الدّعم تدعو للشفقة وأن الثورة تحتاج الى مشروع ثقافي حقيقي يصنعه الفنانون فهناك برامج سياسية واقتصادية واجتماعية ولكن أين البرنامج الثقافي؟ وتحدّث عدد آخر من السينمائين الشباب مثل أنور بلفردي ومنال الطبوبي وعلاء الدين سليم وأمين ومحمد علي الورتاني وشوقي أنيس عن مستقبل الجمعية وعن صراع الأجيال وأبرز بعضهم أن «شيوخ»المهنة مسؤولون أيضا عن تراجع أداء الجمعية لأن بعضهم كانت له مصالح مع النظام السّابق وكانت كلمتهم مسموعة لكنّهم لم يقدّموا شيئا للجمعية وبالتالي لا يمكن أن نلقي كل اللّوم على العبيدي فقط . التلفزة المنتجة والمخرج سلمى بكّار قالت إنّ التّمسّك بالجمعية شيء طبيعي لأنّها تمثّل ذاكرة السينما التونسية وأعتبرت أن أستقالتها كانت خطأ كبيرا وتحدّثت عن تجربة المغرب التي تعلّمت من أخطائنا في تنمية الصناعة السينمائية وتحدّثت بكّار عن وكالة تنمية الأنتاج السّمعي البصري التي تمّت تصفيتها لفتح الباب لشركة «كاكتوس»التي استأثرت بكل مقدّرات الأنتاج التلفزي وطالبت ببعث هيكل جديد يعتني بالإنتاج السينمائي على أن تكون مداخيله من الإشهار ومن الضرائب على المشروبات الكحولية وغير ذلك من المداخيل التي من شأنها أن تنمّي الإنتاج السينمائي والتلفزيوني. وفي هذا الباب قال حمّادي المزّي أن الإنتاج السينمائي في تونس لا يمكن تنميته بدون أن يسيطّر السينمائيون على التلفزة على اعتبار أنّها وسيلة أعلام شعبية هي الوحيدة القادرة على خلق جمهور للسينما التونسية. منير بوعزيز رئيس الجمعية قال إنّه لا وجود لقطيعة مع التلفزة التونسية التي تحوّل دورها في العهد السّابق من التنمية الثقافية لتصبح بوق دعاية وأكّد أن التلفزة تعمل على الإتّفاق مع القنوات الخاصة على أن تخصّص جانبا من برامجها للإنتاج الدرامي حتّى تخلق مجالات للعمل والإبداع للسينمائيين التونسيين.