اصيب 21 عون أمن اصابات متفاوتة الخطورة إثر الأحداث التي شهدها مقرّ وزارة الداخلية بشارع بورقيبة بالعاصمة مساء أول أمس وفق ما ذكرته مصادر مسؤولة من الوزارة ل«الشروق» كما تمّ حرق جزء من الادارة الفرعية لشرطة النجدة بنهج ابن خلدون وحرق وتخريب واجهتي مركز المرور ومركز الأمن الوطني بنهج ابن خلدون وحرق سيارتي شرطة أمامه. وأفادت مصادر الوزارة أن عددا كبيرا من النوافذ البلورية لمبنى الوزارة من جهة شارع بورقيبة والنهجين المحاذين لها تعرضت للتهشيم بواسطة الحجارة التي ألقاها المتظاهرون والتي وصل مداها الى الطابق الخامس ولم تسلم نوافذ مكتب الوزير من التهشيم.. كما شمل التهشيم أيضا بيوت الحراسة المركزة أمام وبجانب الوزارة. ومن جهة أخرى كشفت وزارة الداخلية أن مأوى سيارات أعوان وموظفي الوزارة تعرض لعملية اقتحام وعمد المتظاهرون الى تهشيم عدّة سيارات إدارية وخاصة ممّا ألحق بها أضرارا فادحة وتمّ الاستيلاء من داخل بعض سيارات الشرطة على أدوات وتجهيزات يستعملها الأعوان أثناء أداء مهامهم (مثل الواقيات). وقد استعمل المتظاهرون في عمليات التهشيم قطع حجارة تم اقتلاعها من الأرصفة والمباني وكذلك عصيّ وهراوات وأعمدة وكراسي تمّ اقتلاعها من شارع بورقيبة. مغازات وسيارات كشفت المعاينات الأولية لوزارة الداخلية أنه تمّ في الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت اقتحام المغازة العامة بشارع فرنسا ونهبها. كما تعرضت مغازة «مونبري» بنهج جمال عبد الناصر الى الاقتحام والنهب وتمّ حرق جزء منها.. وتعرض أيضا مقرّ القباضة المالية بنهج غاندي للاقتحام والنهب شأنها شأن محل أورانج بنهج اسبانيا ومحلاّت تجارية أخرى بالأنهج القريبة من شارع بورقيبة وطالت عمليات النهب والتكسير فضاء «كلاريدج» بشارع بورقيبة اضافة الى حرق وتهشيم سيارات خاصة كانت رابضة بالأنهج والشوارع أثناء الأحداث. وقد تولى المتظاهرون إحراق العجلات المطاطية في الشوارع الرئيسية للعاصمة وأظهرت صور على الأنترنات تصاعد ألسنة النار بشارع بورقيبة. سلمية في البداية.. لكن وكان المتظاهرون مساء أول أمس بشارع بورقيبة بالعاصمة قد طالبوا أثناء بداية التظاهر باسقاط الحكومة المؤقتة وحلّ مجلس النواب والمستشارين وتعليق العمل بالدستور وبعث مجلس تأسيسي يتولى اعداد دستور جديد. غير أن المظاهرة التي انطلقت في بدايتها سلمية ومقتصرة على رفع شعارات وترديد هتافات مناهضة للحكومة المؤقتة، وكانت تواصلا مع المظاهرة السلمية المتميّزة التي شهدتها في اليوم نفسه ساحة الحكومة بالقصبة سرعان ما تحولت الى أحداث عنف وحرق وتكسير وتخريب للممتلكات العمومية والخاصة وهو ما أثار استياء الجميع خاصة في هذا الوقت بالذات الذي تحاول فيه البلاد لملمة جراحها والذي كان من المفروض أن تتم فيه حماية كل الممتلكات بالتوازي مع مواصلة التظاهر السلمي والراقي (على غرار ما حصل في القصبة) للتعبير عن كل المطالب الشعبية التي من أهمّها اسقاط الحكومة والقطع مع النظام البائد ومعاقبة المسؤولين السابقين حفاظا على ثورة الشعب.. وذكرت مصادر وزارة الداخلية أنه أمام خطورة ما حصل ردّت قوات الأمن على المحتجين والمتظاهرين باطلاق النار في الهواء واستعمال الغازات المسيلة للدموع.. وقد ألقى أعوان الأمن القبض على عدد من منفذي هذه الاعتداءات وستكشف الأبحاث الجارية معهم إن كانوا فعلا من بين المتظاهرين الذين شاركوا في المظاهرات السلمية أم أنهم أطراف أخرى استغلت الوضع لتندسّ بين المتظاهرين وتقوم بالأعمال المذكورة. ريبورتاج: فاضل الطياشي صور: طارق سلتان 3 قتلى وعديد الجرحى في مواجهات أمس بالعاصمة: القبض على مجموعة من مثيري الشغب والتخريب والحرق تونس (وات): عمد بعض الاشخاص انطلاقا من القصبة ووصولا الى شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة من مثيري الشغب الذين اندسوا في صفوف المتظاهرين سلميا واستخدموا مجموعة من الشبان في سن الدراسة دروعا بشرية الى القيام بأعمال شغب وحرق وعنف بعد ظهر أمس مستعملين العصي والحجارة ووصل بهم الحد الى تفجير قارورة غاز منزلية أمام أحد مباني شارع الحبيب بورقيبة في محاولة منهم لاثارة الرعب في صفوف المواطنين واستهداف أعوان قوات الامن الداخلي ووحدات الجيش الوطني التي تحاول منعهم من مواصلة التخريب والنهب والاضرار بالممتلكات العامة والخاصة. وأفادت وزارة الداخلية في بلاغ صادر أمس انه تم بعد ظهر أول أمس الجمعة ايقاف حوالي 88 شخصا من مرتكبي أعمال التخريب والحرق فيما بلغ عدد الموقوفين أمس أكثر من مائة شخص. كما سجل في الاثناء اصابة 10 أشخاص تم نقلهم الى المستشفى لتلقي العلاج حيث توفي ثلاثة منهم فضلا عن إصابة العديد من أعوان الامن بجروح متفاوتة. ونظرا الى خطورة أعمال التخريب والنهب والاحراق وما نتج عن ذلك من ترويع للمتساكنين والمارة التي تعدّت حدود الاحتجاج السلمي فإن وزارة الداخلية تذكر جميع المواطنين بحالة الطوارئ التي تم التمديد فيها منذ 15 فيفري الجاري وتدعوهم الى مزيد اليقظة والتعاون مع السلط الامنية والاحاطة بأبنائهم حفظا لهم من أي مكروه. تحجير جولان وسائل النقل والمترجلين بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة يومي السبت والأحد ٭ تونس (وات): أصدرت إدارة شرطة المرور بوزارة الداخلية عشية أمس بلاغا أعلنت فيه أنه يحجر جولان جميع أصناف وسائل النقل والمترجلين بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة من ساحة ثورة الحرية والكرامة 14 جانفي 2011 (ساحة إفريقيا سابقا) إلى ساحة الاستقلال في الاتجاهين وذلك بداية من أمس السبت 26 فيفري 2011 على الساعة 18.00 إلى غاية اليوم الأحد 27 فيفري 2011 على ساعة منتصف الليل. وزارة الداخلية تدعو الأولياء إلى حث أبنائهم على الكف عن المشاركة في أعمال الشغب والتخريب ٭ تونس (وات): دعت وزارة الداخلية في بلاغ صادر عنها أمس «كافة أولياء التلاميذ والطلبة إلى حث أبنائهم على الكف عن المشاركة في أعمال الشغب والتخريب والالتحاق بمؤسساتهم التربوية والجامعية ومقرات إقاماتهم حفظا لسلامتهم وتوقيا من استعمالهم كدروع بشرية من قبل الذين يقفون وراء أعمال التخريب والنهب». وذكرت الوزارة في هذا البلاغ الذي تلقت (وات) نسخة منه «الأولياء بضرورة تحمل مسؤولياتهم الوطنية في هذا الظرف الاستثنائي والصعب وعدم المشاركة في بث البلبلة باستخدام أبنائهم رغم اليقين من حسن نواياهم». وأتت دعوة وزارة الداخلية وفق البلاغ نفسه على إثر «أحداث الشغب وأعمال العنف والتخريب والحرق التي حدثت عشية الجمعة 25 فيفري 2011 والتي انطلقت بمداهمة مجموعة كبيرة من الشبان تلاميذ وطلبة لمقر وزارة الداخلية ومأوى السيارات والإضرار بعدة مبان ومنشآت وممتلكات عمومية وخاصة».