لم يمنع حظر جولان الاشخاص والسيارات بشارع بورقيبة من تجدد أعمال العنف والتخريب والنهب وسط العاصمة منذ منتصف نهار أمس وسط ذهول شديد للتونسيين و لكل المتابعين للوضع في تونس. وكان المشهد بساحة «الباساج» والأنهج المتفرعة عنها بعد ظهر أمس شديد السواد.. سواد على الأرض جراء آثار حرق عجلات مطاطية وسيارات وأشياء مختلفة..وسواد في الهواء جراء كثافة الغازات المسيلة للدموع والطلقات النارية في الفضاء التي كانت تطلقها قوات الأمن والجيش في الفضاء لصد وتفريق المتظاهرين والتي دوت في فترات متكررة على مسامع سكان العاصمة وهو ما أدخل الذعر والخوف في نفوسهم. وكانت البداية قد انطلقت وفق ما ذكره شهود عيان ل«الشروق» من القاطنين بوسط العاصمة بمحاولة بعض الشبان التظاهر بشارع بورقيبة رغم منع الجولان به وألقوا مقذوفات وأشعلوا النيران وسط الطريق وهو ما أكده بلاغ صادر عن وزارة الداخلية .ثم تمت مطاردة المتظاهرين فتوزعوا على الأنهج المتفرعة عن شارع بورقيبة مثل شارع باريس ونهجي روما وباريس ووصل بهم المطاف إلى ساحة الباساج حيث كرروا أعمال العنف والشغب وإلقاء المقذوفات ومحاولة تهشيم وخلع ونهب بعض المحلات التجارية ثم قاموا بأحراق سيارة خاصة بمدخل شارع الحرية على مستوى الباساج. ورغم ذلك عاد المتظاهرون لشارع بورقيبة وواصلوا التجمهر واحداث الشغب والفوضى. وحاولت قوات الأمن والجيش التصدي من جديد للمتظاهرين باطلاق النار في الهواء والقنابل المسيلة للدموع لكن عددا منهم واصل التجمهر وسط الأنهج المذكورة مقابل استغلال كثيرين الوضع للقيام بأعمال خلع ونهب بعض المحلات التجارية. استقالة الغنوشي تواصلت الأحداث أثناء إلقاء الوزير الأول محمد الغنوشي خطابه مساء أمس وأيضا بعد إعلانه إستقالته حيث رغم علم المتظاهرين بذلك إلا أن بعضهم واصل التظاهر العنيف بشارعي لندرة وباريس وبساحة البساج وتواصلت بالتوازي مع ذلك تصديات قوات الأمن والجيش.في حين كان آخرون يعبرون عن فرحتهم باستقالة الغنوشي.وكانت أنباء وردت مساء أمس من ساحة القصبة وفق ما ذكرته مصادر إعلامية تفيد أن المعتصمين عبروا عن فرحتهم باستقالة الوزير الاول لكن في المقابل كانت هناك مطالب باستقالة كامل الحكومة الوقتية. ثم هدأت الأمور تدريجيا خاصة بعد أن تم إبعاد أغلب المتظاهرين نحو منطقة باب الخضراء في حدود الخامسة مساء وأيضا بعد أن خرج عدد من المتساكنين بلافايات والباساج وعدة أنهج أخرى لتكوين حماية شعبية ذكرتنا بلجان الحماية التي تم تكوينها ابان أحداث 14 جانفي بأغلب مدن البلاد. حيث طلب أعوان الأمن والجيش من المواطنين اليقظة للتصدي لكل محاولات التخريب والنهب بعد أن ألقوا القبض على مجموعات حاولت اقتحام الفضاء التجاري كارفور ماركت بلافايات ومحلات اخرى وأجبروها على الجلوس أرضا ثم تم نقلها على متن شاحنة عسكرية إلى أحد مراكز الإيقاف. وأفاد أغلب المتواجدين بالعاصمة وكذلك المتابعين لما حصل أمس أن القائمين بأعمال الشغب والعنف لا يمتون بصلة للمعتصمين بالقصبة والذين كانت حركتهم منذ بدايتها وإلى حد أمس سلمية وبطريقة راقية شدت إليها أنظاركل العالم.وقد اكد ذلك الوزير الاول محمد الغنوشي قبل اعلان استقالته لكن لم يوضح الطرف الحقيقي الذي يقف وراء هؤلاء المخربين ومثيري الشغب .وكانت روح المسؤولية والأمانة التاريخية تقتضيان من الوزير الأول المستقيل كشف كل الحقائق التي عجز التونسيون عن فهمها في المدة الأخيرة خدمة للبلاد ولشعبها لكن ذلك لم يحصل وكأننا بالغنوشي بصدد حماية هذه الاطراف المخربة التي تحاول حرق البلاد وإذاقة شعبها مرارة الانفلاتات الأمنية والخراب الاقتصادي والسياسي لتتواصل بذلك الأسئلة المحيرة بعد أن احتار التونسيون على امتداد الفترة الماضية في أمر القناصة والميليشيات والانفلات الأمني و..و..و..