يعيش نظام العقيد معمر القذافي ساعاته الأخيرة عقب سيطرة الثوار على ضواحي العاصمة طرابلس وإحكام قبضتهم على شرق البلاد وسط أنباء عن سقوط القتلى والجرحى في مواجهات دامية بين قوات الامن والمتظاهرين في طرابلس وعن انضمام قاعدة «معيتيقة» الجوية في العاصمة الى صفوف الثوار وتحوّلها الى مطار عسكري لهم. وأكد شهود عيان ان العاصمة طرابلس تشهد حاليا انتفاضة عارمة وان قوات القذافي لا تحكم قبضتها الا على منطقة «باب العزيزية» والمنطقة المحيطة بها. سيارات الإسعاف وذكروا ان 7 أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم في المواجهات بطرابلس برصاص القوات الأمنية كما قتل عدد آخر من المتظاهرين في منطقة «تاجوراء». وأضافوا ان مصدر النيران كان في بعض الاحيان سيارات الاسعاف وأن كتائب القذافي استخدمت الرصاص المضاد للطائرات. وأشاروا الى أن مواجهات عنيفة جدّت في احياء «فشلوم» و«زاوية الدهماني» و«بن عاشور» و«السياحية» و«شارع الجمهورية» و«سوق الجمعة» وكلها احياء وسط العاصمة طرابلس. وأوضحوا ان «ميليشيات القذافي» نصبت نقاط تفتيش في الشوارع الرئيسية لتفتيت ومنع اي تجمّع احتجاجي بيد أن المحتجين نجحوا في افتكاك عدد من مناطق العاصمة. وذكر الصحفي محمد عبد الحفيظ ان ما لا يقل عن 15 شخصا لقوا حتفهم في عمليات قنص وقصف شنتها الكتائب الأمنية ضد المتظاهرين طيلة الليلة قبل الماضية والساعات الاولى من فجر أمس. وأضاف ان الكتائب قتلت عشرات المتظاهرين ضمن مسيرة كانت في طريقها من منطقة «تاجوراء» الى العاصمة. كما أظهرت صور بثت على موقع «فايس بوك» إقدام القوات الأمنية على اعتقال شابين من المتظاهرين وقتلهما في «حي فشلوم» بالعاصمة. ونقلت مصادر مطلعة عن شهود كانوا حاضرين زمن الاعتقال أن القوات نقلت جثتي الشابين الى مكان مجهول وسط إطلاق نار كثيف. كما لم يسلم الليبيون الذين يوثقون بكاميرا الهاتف الجوال من جرائم القذافي حيث أظهرت صور نشرت على الانترنات مقتل شاب أثناء تصويره بهاتفه مع أشخاص آخرين. النهاية وفي ذات السياق، عبّر مندوب ليبيا المستقيل لدى جامعة الدول العربية عن اعتقاده بأن النظام الليبي يعيش ساعاته الأخيرة وأن الأخير لا يبسط الا على «باب العزيزية» بطرابلس وثلاثة معسكرات أخرى من بينها معسكر خميس. وكشف عبد المنعم الهوني ان القذافي طلب دعما من قبيلته في سرت وقد تحركت نحو 30 سيارة «لاندكروزر» محملة بالرشاشات الثقيلة نحو طرابلس بيد ان الثوار في «مصراتة» اعترضوا هذه المساعدات ولم تتمكن قبيلة الزعيم القذافي من إيصال الدعم المطلوب. وأضاف ان العقيد معمر القذافي خسر الجميع، حتى بعض المنتفعين منه بدأ يفقدهم. من جانبه أكد احمد قذاف الدم، مسؤول تنسيق العلاقات المصرية الليبية السابق على أهمية حقن الدماء واستقرار البلاد وتجنب ليبيا اي تدخل خارجي والحفاظ على وحدة الشعب الليبي وتقديم العون له في هذه المرحلة الحرجة. بدوره، أكد خالد صالح رئيس جمعية التضامن لحقوق الانسان ان العقيد معمر القذافي فشل في كافة محاولاته للسيطرة على البلاد وفقد السيطرة على الأسلحة الاستراتيجية. وأكد التلفزيون الليبي اختطاف العميد أبوبكر على «آمر الدعم الالكتروني في منطقة «مصراتة» العسكرية. من جهتها، أعلنت باريس عن وضعها أرصدة القذافي قيد المراقبة. وكشفت مصادر إعلامية متطابقة عن انشقاق رئيس هيئة أركان الجيش الليبي وانضمامه الى الثوار. وأعلن نائب قائد القوات الخاصة الليبية انضمامه الى الثوار.