أكدت أوساط دبلوماسية رفيعة المستوى أن وفدا من عناصر المتمردين في دارفور توجه الى العاصمة الأمريكيةواشنطن في الأيام الماضية على متن طائرة عسكرية اسرائيلية خاصة وأن الطائرة تربض في أحد المطارات الأمريكية انتظارا لانتهاء مهمة الوفد لإعادته. وبحسب التقرير السري الذي حصلت عليه جريدة «الأسبوع» التي يرأس تحريرها الكاتب الصحفي مصطفى بكري، أن وفد عناصر التمرد سوف يقدّم للمسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية خطة سياسية متكاملة ينتظر أن تتبناها واشنطن في سياق المحاولات الأمريكية الرامية لفرض حل لمشكلة دارفور تقبل به الحكومة السودانية. ويوضح التقرير أن الخطة المقترحة تتضمن جانباعسكريا وذلك في اطار عمليات التنسيق الثلاثية. وتشير مصادر مطلعة في القاهرة الى وجود اتصالات تجري على هذا الجانب بين واشنطن وتل أبيب وبعض عناصر التمرد في دارفور. وهذه العناصر كما يقول التقرير السري طالبت بإمدادها بالأسلحة اللازمة لمواجهة الجيش السوداني وأن لا تقل عن تلك التي تمّ منحها لقوات التمرد في الجنوب السوداني، وأشاروا في هذا الشأن الى امكانية استخدام بعض مخصصات الأسلحة الأمريكية المقررة لاسرائيل لصالح الموقف في دارفور وذلك في اطار التعاون الثلاثي القائم بين الأطراف الثلاثة. وهذا الدعم العسكري حسب مجموعات المتمردين هو البداية الحقيقية لمشروع دارفور المقترح. وتأتي هذه الزيارة المشبوهة في الوقت الذي شهدت فيه العاصمة النيجيرية «أبوجا» مفاوضات مهمة انطلقت في الثالث والعشرين من شهر أوت الماضي بين وفد الحكومة السودانية والمتمردين في دارفور تحت رعاية الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية وقد طالبت هذه الأطراف الادارة الأمريكية بضرورة استبعاد الحلول العسكرية للأزمة حيث من شأنها أن تسبب مشاكل وأزمات عنيفة في العديد من دول المنطقة. وتشير مصادر مطلعة في القاهرة الى وجود اتصالات دبلوماسية رفيعة أحد أطرافها الجامعة العربية تجري في الآونة الأخيرة مع الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الأوروبية وذلك بعد أن ظهر اتجاه قوي في هذه الدول يدعو الى الحل العسكري كخيار لحل أزمة دارفور. من جهة أخرى يؤكد التقرير السري أن وعودا اسرائيلية شديدة الاغراء منحتها حكومة الكيان الصهيوني لعدد من عناصر التمرد في دارفور لدعمها ماديا وعسكريا من أجل شنّ هجومها على القوات السودانية لزيادة المواجهة واستمرار اشتعال الفتيل في هذه المنطقة.