أعلن علي الحفصي رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم في حوار أجراه مع الشقيقة «الأسبوع المصور» أنه مستقيل من مهمته في رئاسة الجامعة وأنّه سيعلن عن ذلك بصفة رسمية قريبا. الحفصي قال إنّ قراره في الاستقالة لم يكن استجابة للضغوطات بل اعتبره اختيارا شخصيا استجابة لمطالب الثورة المجيدة في التغيير الجذري وقال إنّه سيساهم في هذه الثورة باستقالته واعتبر أن أفضل ما يمكن أن يختتم به الإنسان مهمته هو التتويج بلقب. هنا لم يترك لنا علي الحفصي مجالا لنشكره بل فعل ذلك بنفسه وبشكل جميل جدا يجيبنا ضمنيا على سؤال محير وهو لماذا اختيار هذا التوقيت بالذات؟ فقال: «ليس هناك أفضل من أن يختتم المرء مهمته بلقب». أثبت الرجل طموحه في الخروج من الباب الكبير حتى يوهم الجميع أنه أنجز مهمته بنجاح، الحفصي حفظ شيئا وغابت عنه أشياء. لقب ال«شان» لن يحسب لك أو لأي شخص يدعي ذلك، تماما مثل ثورة 14 جانفي التي لا يمكن لأحد أن يدّعي أنه أنجزها فلقب ال«شان» جاء نتيجة إرادة جماعية من كل الذين ذهبوا إلى السودان متحفزين نتيجة ما كان يحصل في تونس كما أننا يجب أن نذكّر يا «سيد علي» بأنك كنت قد أعلنت بنفسك أن لقب ال«شان» لا يعنيك كثيرا وبالتالي لا يمكن أن تجعل منه اليوم إنجازا للتباهي به. إنّ الذين ينادون برحيل المكتب الجامعي استندوا في ذلك إلى الشرعية وإلى بعض الأخطاء التي حصلت طيلة المدة التي أشرف فيها هذا الهيكل على الكرة في تونس بالتالي لا يجب أن نشخصن المسألة أو نحصر مسبباتها في أشياء عابرة وبالتالي فإن الحكاية أعمق من ذلك بكثير ولانتصور «انقلابا» في المواقف بمجرّد الفوز بال«شان» مع احترامنا الشديد لهذا اللقب وللمساهمة فيه. الحفصي أخطأ مرتين الأولى عندما قال إن قراره في الانسحاب ليس استجابة للضغوطات والثانية عندما وصف المطالبين باستقالته بأنهم «ببغاوات» يتحدثون «التفاهات» والهدف المعلن هنا هو رغبته في الخروج في ثوب «البطل» الذي أنجز ما وعد به وغادر من الباب الكبير لكنه نسي أن عهد البطولات ولّى وانتهى وأن المحاسبة ستشمل الجميع قبل الإعلان عن الانسحاب. الجميع كان يعلم بما يحصل في كواليس الجامعة وبالطريقة التي تدار بها الملفات وتتخذ بها القرارات التي آلمت البعض وهضمت حتى آخرين وهي تجاوزات لاتسقط بتقادم الزمن لأننا نعلم أن «البطل» هو من يقول «لا» عندما يقول الجميع «نعم» وليس من يترك المسؤولية تحت شعار «لقد أنهيت مهمتي فلا تحاسبوني...».