أكد ديبلوماسيون ومقربون من نظام العقيد الليبي معمر القذافي أنه وأبناءه مصممون على البقاء في السلطة وان تطلب الامر اغراق البلاد في حمام دم، فيما اقترح سيناتور أمريكي تسليح الثوار الليبيين الذين أصبحوا يسيطرون على مناطق عديدة من ليبيا ليتمكنوا من اسقاط النظام. وقال الديبلوماسيون الليبيون ان لا الثورة التي تشهدها ليبيا ضد النظام ولا الضغط الدولي المتواصل ضده ساهما في اقناع العقيد القذافي وأولاده بالرحيل «بل انهم قد يطبخون سيناريوهات لضمان البقاء في الحكم وعلى قيد الحياة». صمود خيالي وفي هذا الصدد قال مسؤول مقرب من اللجان الثورية التي تمثل العمود الفقري لنظام القذافي في تصريح للوكالة الفرنسية للأنباء «انه لن يغادر، وعندما يقول انه سيقاتل حتى النهاية فهو يعني ما يقول». وأضاف المسؤول الذي أكد انه يدعم الثورة لكنه لم يبتعد عن نظام القذافي خوفا من الانتقام، ان «العالم يعتقد انه ينهار ويرتعد في العاصمة طرابلس لكن في الواقع القذافي مازال يملك الوسائل المالية واللوجستية والعتاد اللازم للصمود وقتا أطول لا يمكن تصوره». وأكد المصدر ان طرابلس ليست المعقل الأخير لكن قوة القذافي الحقيقية في لسبها المنطقة الصحراوية في الجنوب مضيفا «هي مكان مهم للقذافي... قبيلته تنحدر من هناك ويمكن أن يستعملها لانتداب مرتزقة من التشاد والنيجر». وأوضح أن القذافي قد يلجأ الى الاحتماء في سبها ويسير الحرب من هناك ضد شعبه ويترك خيار الفرار مفتوحا نحو التشاد جنوبا. وفي هذا الاطار قال المعارض الليبي أحمد حريم انه من المستحيل أن يتنحى القذافي عن السلطة «فهو يعتقد أنه لا يوجد أفضل منه على وجه الارض» مشيرا الى أن «العقيد مصاب بجنون العظمة لذلك يتطلب اسقاطه أشهرا أخرى»، مؤكدا انه قد ينتحر على طريقة هتلر ويستحيل ان يسلم نفسه. ومن جانبه قال أحد الديبلوماسيين الليبيين في الغرب انه يوجد «حل وحيد متاح للقضاء على القذافي وهو أن يرميه أحد حراسه الشخصيين برصاصة في الرأس» على حد قوله. تسليح الثوار وعلى صعيد آخر اقترح السيناتور الأمريكي جوزيف ليبرمان ان يدرب الأمريكيون الثوار الليبيين على استخدام الدفاعات الجوية وتسليحهم اذا تردد الجيش الأمريكي في فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. وأثار ليبرمان الفكرة مع رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي الذي كان يقدم شهادة أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي. ومن جانبه قال ديمبسي ردا على المقترح ان الجيش لديه الخبرة للتدريب في مجال الدفاع الجوي ما يشير الى احتمال تطبيق هذا المقترح. وفي اتجاه آخر قال سيف الاسلام القذافي مساء أمس الأول انه لا توجد حاجة لأي دور أجنبي في انهاء الازمة في بلاده تعليقا على عرض وساطة من فنيزويلا لحل الازمة رغم موافقة القذافي نفسه على هذا العرض صباح أمس الأول. وبدوره أعلن المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار في ليبيا عرض الوساطة مع القذافي وأوضح رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل ان مبدأ الحوار مرفوض تماما وأن أحدا لم يتصل بهم بشأن المبادرة الفنيزويلية. ومن جانبها تعهدت حركة اللجان الثورية بالوفاء للقذافي مؤكدة أنها ستظل «الصخرة الصماء والقوية التي ستتحطم عليها المؤامرات»، اضافة الى تسليح جميع عناصرها.