أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن اقتناعه بأن العقيد الليبي معمّر القذافي سيرضخ في النهاية للضغوط الديبلوماسية والعسكرية على نظامه وسيتنحى عن السلطة ولم يستبعد أوباما تسليح الثوار الليبيين في حال لم تضعف العمليات الجارية النظام الليبي، وهو الموقف الذي عبّرت عنه بريطانيا أيضا لكن روسيا وإيطاليا حذرتا من الاقدام على مثل هذه الخطوة. وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الأمريكية، «أن. بي.سي» لم يستبعد أوباما تسليح الثوار، مشيرا إلى أنه يجري حاليا اعداد تقييم لميزان القوى بين الثوار وقوات القذافي. وردّا على سؤال حول امكانية تزويد الولاياتالمتحدة الثوار الليبيين بالأسلحة أجاب أوباما «لا أستبعد ذلك، ولكن لا أقول أيضا إنّ هذا الأمر سيحصل». تقييمات وأضاف أوباما «مازلنا نقيّم ما يمكن أن تقوم به كتائب القذافي، لقد مرّت 10 أيام على بدء التحالف الدولي عملياته العسكرية في ليبيا «وفي حال ضعفت هذه الكتائب كثيرا، فإنّ تسليح الثوار، قد لا يكون عندها ضروريا»، وتابع قائلا: «لكن لا أستبعد شيئا الآن». واعتبر أوباما أن العملية العسكرية التي انطلقت ضدّ النظام الليبي من قبل الائتلاف الدولي «جعلت القذافي في موقع الدفاع». وأوضح أنه بالاضافة الى فرض منطقة حظر جوّي وحماية المدنيين ، توجد تحت تصرّفنا وسائل سياسية وديبلوماسية وعقوبات وتجميد ودائعه اضافة الى عناصر ستواصل خنق نظام القذافي، وبفضل هذه الضغوط القوية، ليس فقط العسكرية، نتوقع أن يتنحى القذافي». من جانبه صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس بأن بلاده لا تستبعد إمداد الثوار في ليبيا بالأسلحة ولكن القرار لم يُتخذ. وقال كاميرون للبرلمان إن الوضع على الأرض في ليبيا «متقلب للغاية». وفي ما يتعلق باحتمال امداد الثوار بالأسلحة، فإن بريطانيا تحتاج الى «التحرّك بحذر». وأشار كاميرون الى أن «الوضع القانوني واضح وهو أن حظر تصدير الأسلحة ينطبق على الأراضي الليبية بالكامل». لكنه أضاف أنه «في الوقت ذاته، فإن قرار الأممالمتحدة رقم 1973 يسمح باتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لحماية المدنيين والمناطق المأهولة بالمدنيين». وعلق وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ من جانبه بأن بلاده «لا تشارك حاليا في أي عمليات تسليح للمعارضة أو القوى الثائرة». رفض وتحذير في المقابل اعتبرت روسيا أنه لا يحق لأي دولة أن تسلح الثوار في ليبيا بموجب التفويض الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إنّ فرنسا ألمحت الى أنها مستعدة لكي تبحث مع شركائها في التحالف مسألة تزويد المعارضة الليبية بالسلاح، وبعد ذلك مباشرة أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن العملية في ليبيا تم التحضير لها لحماية الشعب وليس بهدف التسليح، ونحن نوافق تماما أمين عام الحلف الأطلسي على هذا الأمر. وأكد لافروف أنه كان بامكان روسيا أن تؤيد قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بليبيا لو كان يملك تحديدا لاستخدام القوة. من جانبه أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايطالي ماوريتسيو ماساري أمس رفض روما فكرة تسليح الثوار الليبيين معتبرا أنّ هذا الاجراء في حال حصوله سيؤدي حتما الى انقسام الأسرة الدولية. واعتبر المتحدث أن «تسليح الثوار سيكون اجراء مثيرا للجدل، وإجراء متطرفا سيؤدي حتى الى شق صف التحالف الدولي».