تحولت ليبيا بشرقها وغربها ووسطها الى ساحة حرب مفتوحة بين ميليشيات القذافي والثوار حيث هاجمت القوات النظامية مدنا عديدة بالأسلحة الثقيلة وأوقعت ضحايا كثرا سقط معظمهم في بلدات أجدابيا والبريقة شرق البلاد والزاوية غربا حيث وصفت مصادر متطابقة الأحداث ب«المجزرة المروعة» فيما أكدت مصادر أخرى بداية التحرك الفعلي للثوار في العاصمة طرابلس آخر معاقل العقيد القذافي. وأفادت جهات محلية أن المعارك احتدمت في «الزاوية» 60 كيلومترا عن العاصمة طرابلس ورأس لانوف مشيرة الى أن سكان الزاوية يعيشون«مجزرة حقيقية» بعد استخدام كتائب القذافي للمدفعية الثقيلة ومنعها فرق الاسعاف والاغاثة من دخول البلدة. القذائف الثقيلة وأضافت ان الكتائب الأمنية تستعمل القذائف المضادة للطائرات والقذائف المضادة للدروع ضد الثوار. وأشارت الى أن «ميناء» رأس لانوف» المخصص لتصدير النفط شهد انقساما بين ميليشيات القذافي مما أدى الى سقوط قتلى وجرحى بين هذه العناصر. وكشفت عن احتدام المعارك في «رأس لانوف» بين الثوار وقوات القذافي التي استخدمت المدفعية الثقيلة، وبدورها أوردت قناة «العربية» نقلا عن أفراد من كتائب الثوار، مقتل رئيس اللجنة العسكرية للثوار حسين دربوك ونائبه في المواجهات العنيفة التي اندلعت أمس بالزاوية. وقريبا الى الغرب في مدينة البريقة أعلن الثوار حالة التأهب لصد هجمات وغارات جديدة متوقعة من جانب كتائب القذافي. وأوضحت المصادر المحلية أن كتائب القذافي تستعد لشن هجمات مضادة على البريقة لإعادة بسط سيطرتها على البلدة الغنية بالنفط وقال المعارض الليبي محمد فايز جبريل ان هدف النظام من ضرب «البريقة» هو محاولة اللعب بورقة النفط من خلال بث المخاوف في السوق الأوروبية التي تعتمد بشكل كبير على النفط الليبي. قتلى وجرحى بالمئات واماطت مصادر طبية في مشافي بنغازي اللثام عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى من مدينة «الزاوية» وحسب افادات سياسية معارضة لنظام القذافي فقد قامت الكتائب الأمنية بفتح النيران بشكل مكثف على مسيرة سلمية خرجت عقب صلاة الجمعة في المدينة مما أدى الى سقوط أكثر من 50 قتيلا واصابة أكثر من 300 آخرين. وأضافت أن مستشفيات «الزاوية» عاجزة عن استيعاب عدد القتلى والجرحى اضافة الى افتقادها للمعدات الطبية والأدوية اللازمة. وأشارت الى أن سكان الزاوية تمكنوا من كسر الحصار المفروض عليهم بيد أن كتائب القذافي أمعنت في قمعهم بالرصاص الحي. وأوضحت أن هجمات النظام تأتي في إطار محاولة القذافي للحيلولة دون سقوط الزاوية البوابة الغربيةلطرابلس وأضافت أن معظم الضحايا من المدنيين مؤكدة أن أكثر الاصابات على مستوى الرأس والرقبة والصدر. من ناحية أخرى، ذكر موقع ليبيا اليوم الإلكتروني المعارض أن سكان مدينة«نالوت» غرب البلاد رفضوا عرضا بقيمة 250 ألف دينار ليبي على كل أسرة تعرب عن تأييدها للقذافي . طرابلس تتحرك أما في طرابلس المعقل الاخير للقذافي فقد خرج مئات المتظاهرين للتنديد بالنظام ولتأييد الثوار. ومنعت قوات الأمن تجمع المناوئين للقذافي وقمعت تحركهم بشدة. وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن صدامات عنيفة جدت بين المتظاهرين وقوات الأمن عقب صلاة الجمعة في العاصمة طرابلس. وفي ذات الاطار الميداني، أفاد شهود عيان من بلدة«زوارة»120 كيلومترا غرب طرابلس سيطرة الثوار على البلدة وعجز قوات القذافي عن شن هجمات مضادة لاستعادة الهيمنة عليها، وفي وقت لاحق، أكد الثوار استيلاءهم على «رأس لانوف» وسيطرتهم على المطار وسقوط 4 قتلى في المعارك. بدورها أكدت مصادر محلية مقتل 20 فردا من قبيلة «الفرجان» بعد رفضهم المشاركة في عمليات قمع المحتجين. وأضافت أن الثوار استولوا على كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات وأسروا عددا من العناصر المؤيدة للقذافي. وقصفت قوات القذافي بمقاتلات منطقتي مطار بنينة الدولي والرجمة في بنغازي. وعين النظام الليبي علي التريكي مندوبا لليبيا في الأممالمتحدة عوضا عن عبد الرحمان شلقم الذي انضم الى الثوار. وفي وقت لاحق، أعلنت الكتائب الامنية الليبية عن استعادتها لمدينة الزاوية. واعترفت بوجود جيوب مقاومة في البلدة. ومن جانبهم كذب الثوار هذا الخبر مشيرين الى أنهم قبضوا على عدد من الشخصيات المعتبرة في كتائب «القذافي». وأكدت مصادر اعلامية محلية سقوط عدد من القتلى والجرحى في معارك «الزاوية». بدورها، أعلنت كراكاس أن الحكومة الليبية أعطت الضوء الأخضر لجهود الوساطة.