حمدة رجل ريفي يحمد الله ويشكره يرتفع وزنه الى ما فوق 48 كلغ في الربيع أي في موسم «الخبيزة» و«الكز» وعائلتيهما من الأعشاب البرية. مسالم ولم يثر ولم يعتصم على استعمال الفلاحين يوما لمبيدات الاعشاب التي كان يقتاتها وأصبحت طفيلية في قاموس العصر. كان يعمل في الحضائر الجهوية لضمان لا أقول الخبزة وانما «نتشة» منها ويرى نفسه أحسن من غيره وهم كثر. أراد أن يرتقي بحاله ف«دهم» على جبل العمدة ب«قادوم» طالبا منه أن يكون له العمدة التي يعتمدها في تحقيق فرحة العمر وهو شراء بقرة حلوب بقرض من بنك التضامن وكان الأمر مقضيا. وهب سكان «الدوار» في قافلة تضامنية واستقبلوا البقرة وقدموا التهاني لحمدة وترحموا على البقر السويسري وباركوا ذريته الحلوب حتى وان عاشت في الغربة عندنا. ومرت الأيام وحمدة يحلب البقرة ولم يكن يدري أنه يحلب في «حلاب مقعور» الى أن أطل عليه يوما عدل التنفيذ يطالبه بتسديد أقساط القرض للبنك ودفع أجرته ومصاريف تنقله فاستغاث طالبا الجدولة فكان له ذلك وعاش يحلب البقرة للبنك ولعدل التنفيذ الى أن ماتت البقرة وبقي الدين حيا في دفاتر البنك وعدل التنفيذ ومع ذلك فإن حمدة مصر على تسديد دينه وهو يحمد الله ويشكره على الزيادة الأخيرة في أجرة عملة الحضائر الظرفية لعلها تحمل معه أذن قفة بنك التضامن وعدل التنفيذ اللذين لم يجدا عنده ما يحلبانه فحولاه الى بقرة حلوب قضية حمدة في كل هذا ليس في غبنه ولا في انعدام أذن تسمعه ولا في رفض بنك التضامن للتضامن معه، ولا في الحلاب «المقعور» الذي كان يحلب فيه البقرة وانما في البحث عن جواب بسيط لهذا السؤال المتمتع بالدفتر الابيض للعلاج المجاني، والذي يقول: لماذا كانت انظار البنوك منصبة على من يحلبون بقرة بنك التضامن ولا عين نظرت الى من يحلبون تونس...؟ موووه