سقط عشرات القتلى والجرحى في المواجهات الشرسة التي اندلعت امس في مدينة الزاوية 50 كيلومترا غرب طرابلس بين قوات القذافي والثوار فيما ارتفعت حصيلة ضحايا تفجير «بنغازي» معقل الثوار الى 35 قتيلا وألف جريح وسط استعداد بريطاني محموم للتدخل في ليبيا في ظل أنباء عن تبادل اطلاق نار كثيف في «باب العزيزية» خط الدفاع الأخير للنظام الليبي. وقال طبيب في بلدة الزاوية ان 30 قتيلا على الأقل معظمهم من المدنيين سقطوا في مواجهات أمس مؤكدا ان الحصيلة مرشحة للارتفاع بقوة. تطويق وإبادة وشهدت مدينة الزاوية التي تعتبر البوابة الغربية للعاصمة طرابلس صدامات عنيفة بين الثوار والقوات النظامية التي طوّقت البلدة من جهاتها الاربع وقصفتها بسلاح ثقيل. وأكّدت مصادر مطّلعة محلية أن كتائب القذافي الامنية دخلت البلدة على الساعة السادسة صباحا بقوات عديدة تتألف من مئات الجنود والدبابات والمركبات المدرعة والمدفعية الثقيلة. ووصفت المصادر الاشتباكات ب «القتال» الذي يفوق حدّة القتال في العراق مشيرة الى أن الامر إبادة جماعية تامة. وأضافت أن الثوار صدّوا الهجوم على الزاوية معتبرة أن القتال بمثابة «كرّ وفرّ» وان الساعات القليلة القادمة ستشهد صدامات جديدة ضد قوات القذافي. كما تجددت المعارك أمس في ميناء «رأس لانوف» النفطي على بعد 660 كيلومترا من طرابلس عقب سيطرة الثوار مساء أوّل أمس على الميناء. وقال شهود عيان ان المعارضين فتحوا نيران أسلحتهم على طائرة هيلوكبتر قصفت مواقع الثوار. انفجار بسيارة ملغومة أما في بنغازي، فقد ذكرت مصادر اعلامية مطّلعة أن الانفجار الضخم الذي استهدف مخازن ذخيرة في بلدة «وادي القطارة» شرق بنغازي كان شديدا جدا وتناثرت أشلاء بشرية وقطع سيارات وأبنية على بعد مئات الأمتار من مركز الانفجار. وغصت مستشفيات بنغازي بجثث القتلى المشوهة والجرحى في حين لا يزال البحث جاريا عن ضحايا آخرين بين أنقاض الدمار. ورجحت المصادر أن يكون الانفجار قد وقع بسيارة مشبوهة. ونقلت عن شاهد عيان قوله انه رأى 4 رجال يتسلقون سور المعسكر ويضرمون النيران في المخازن لتتكفل الذخيرة الموجودة بالباقي. لندن على الخط في بريطانيا، أكّدت صحف محلية استعداد لندن لارسال فريق من الخبراء والمسؤولين الى بنغازي خلال أيام قليلة للاتصال بقادة المعارضة الليبية والحصول على معلومات أفضل عن سير المعارك في البلاد. وأضافت أن لندن حافظت على حالة التأهب القصوى لقواتها وقد اتخذت كتيبة «اسكتلندا» الملكية التي تعرف ب «بلاك ووتش» الموجودة في بريطانيا موقف الاستعداد للتحرك بإشعار مدته 24 ساعة. وأردفت أن بريطانيا ارسلت فريق قيادة مكونا من 60 ضابطا الى مالطا للتنسيق في أية اجراءات أو خطوات جديدة. وأشارت الى أن الفريق مدجج بنظام انذار متطور ورقابة مبكرة وثلاث مروحيات وعدد من طائرات سلاح الجو البريطاني. وفي سياق متصل كشف مصدر ليبي كان يقيم في منطقة باب العزيزية عن تبادل لاطلاق النار بأسلحة أوتوماتيكية داخل القلعة. وقال المصدر إنه هناك ثلاثة قتلى على الاقل في اطلاق النار الذي تواصل عشرين دقيقة على الأقل. ورجح أن يكون القتلى من حراس رئيس الاستخبارات العسكرية السابق عبد ا& السنوسي. وأضاف ان عائشة القذافي حاولت فعلا الهروب من ليبيا، الاسبوع الماضي، لكنّها فشلت في ايجاد مأوى لها خاصة عقب رفض كافة الدول منحها حق اللجوء إليها. وشدد على أن القذافي لن يسلم السلطة الى أي أحد وأن المسألة بالنسبة له إما: قاتل أو مقتول... في هذه الاثناء عقد المجلس الوطني الليبي مساء أمس أول اجتماعاته في مدينة بنغازي. ويتكون المجلس من 31 عضوا، وأعلن المجلس عن 8 أسماء من الاعضاء وتكتم عن الباقي. وفي وقت لاحق، من مساء أمس، شنت قوات القذافي هجوما عنيفا على مدينة الزاوية واجتاحت بدباباتها شوارع المدينة وأطلقت النار عشوائيا على الثوار الذين أعلنوا التعبئة العامة في البلدة. وتمكن الثوار من إعطاب عددا من الدبابات في مواجهة عنيفة مع كتائب القذافي، كما أسقط مروحيتين فوق «رأس لانوف» و«بن جواد» شرق البلاد. وأكّدت مصادر محلية إعدام كتائب القذافي للجرحى في «الزاوية» من جهتها وصفت وكالة رويترز للانباء الاحداث في مدينة الزاوية بالمجزرة المروعة .