يتحدث الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقاله أمس بصحيفة «إندبندنت أون صنداي» عن المظاهرات التي شهدتها السعودية، وحشدها الآلاف من القوات للقضاء على «الثورة المتنامية» على حد وصفه، ويقول فيسك إن السلطات السعودية قد حشدت بالأمس حوالي 10 آلاف من أفراد الأمن في المناطق الشمالية الشرقية التي يتواجد فيها الشيعة، وقامت بسد الطرق السريعة في الدمام وغيرها من المدن والحافلات من القوات، خوفا من «يوم الغضب»، المقرر خلال الأيام القادمة، والذي سينظم من قبل ما يسمى الآن بثورة حنين. وأشار فيسك إلى أن أسوأ كابوس للسعودية، هو وصول الصحوة العربية الجديدة من التمرد والعصيان إلى المملكة، يلقى بظلاله الآن على بيت آل سعود. «ففي أثناء انتفاضة الأغلبية الشيعية في البحرين التي طالب فيها المحتجون بالإطاحة بحكم عائلة الخليفة، «أخبر العاهل السعودي الملك عبد الله السلطات البحرينية، أنها ما لم تقم بسحق الثورة الشيعية لديها، فإن قواته ستفعل». ويرى الكاتب أنه إذا قررت المملكة استخدام الحد الأقصى من العنف لمواجهة المتظاهرين، فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيواجه واحدا من أكثر القرارات حساسية إزاء الشرق الأوسط. ففي مصر، لم يدعم أوباما المتظاهرين إلا بعد أن استخدمت الشرطة القوة المفرطة ضدهم. لكن في السعودية التي تعد حليفا أساسيا للولايات المتحدة وأحد الدول الأساسية المصدرة للنفط، فإنه سيكون مكرها على حماية الأبرياء. وحتى الآن، فإن السلطات السعودية حاولت ثني أبناء الشعب عن دعم مظاهرات 11 مارس على أساس أن كثير من المحتجين عراقيين وإيرانيين. وهي نفس القصة القديمة التي استخدمها كل من بن علي في تونس ومبارك في مصر وبوتفليقة في الجزائر، وصالح في اليمن والخليفة في البحرين: وهو أن هناك أيدي أجنبية وراء أي تمرد للمطالبة بالديمقراطية في الشرق الأوسط وفق الكاتب البريطاني. ختم فيسك مقاله بالقول، إن «شبه الجزيرة العربية قد منحت العالم النبي والثورة العربية ضد العثمانيين وطالبان وأحداث سبتمبر والقاعدة. واستمرار الاحتجاجات هذا الأسبوع في المملكة سيؤثر علينا جميعا». وعلى صعيد متصل أصدرت هيئة كبار العلماء السعودية، أمس، بيانا «حرمت» فيه قيام السعوديين بالتظاهر أو الخروج على الحاكم، مؤكدة أن الإصلاح لا يكون بالمظاهرات التي تثير الفتن. وقالت هيئة كبار العلماء السعودية المكونة من 18 عضوا في بيانها: إن النصيحة «لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة». وأوضح البيان أن هيئة كبار العلماء «إذ تؤكد على حرمة المظاهرات في هذه البلاد (المملكة)؛ تشدد على أن الأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة لا يكون معه مفسدة»، مشيرًا إلى أن «المناصحة هي التي سنَّها النبي صلى الله عليه وسلم». كما حذر البيان«من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة»،مؤكدة أن«الأمة في هذه البلاد (السعودية) جماعة واحدة متمسكة بما عليه السلف الصالح وتابعوهم». وكان المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية أكد، أمس الأول، أن قوات الأمن مخولة نظامًا باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن كل من يحاول الإخلال بالنظام بأي صورة كانت، وتطبيق الأنظمة بحقه. وأكدت وزارة الداخلية على منع المظاهرات والمسيرات والدعوة لها «لتعارضها مع الشريعة الإسلامية».