إذا كان البعض انتظر رد فعل ايجابي من النجم ضد جاره الاتحاد المنستيري خلال مباراة اول امس المؤجلة فإن اكثرهم تفاؤلا لم ينتظر ان يكون الحسم بتلك النتيجة العريضة لعدة اسباب اولها ان المنافس ليس ذلك «العظم الطري» الى جانب ماراطون المواعيد القارية والعربية التي خضع له النجم منذ انطلاق الموسم اضافة الى ان الاتحاد المنستيري هزم مضيفه في الموسم الماضي بثنائية على معشب الملعب الاولمبي بسوسة. لكن المؤكد ان المدرك لخفايا الامور في قوة النجم بإمكانه ان يتوع ذلك السيناريو لعدة عوامل تخص المجموعة في مجملها وفردياتها. ان يكون الفريق في حجم النجم الساحلي وحجم النتائج التي حققها منذ بداية الموسم الجاري ما يفسر الى حد ما ذلك الاندفاع وتلك الرغبة لدى اللاعبين في تجاوز نقاط قوة الاتحاد المنستيري. فالنجم الذي «انكسر» في مناسبتين ضد الاتحاد خلال الموسم الماضي شعر بمس في «كرامته الكروية» وقد ظل اللاعبون طيلة الفترة الماضية على موعد على رهان قوامه «الثأر الكروي» من ابناء المدرب لطفي البنزرتي واستعادة كرامة الفريق كاملة. والمؤشرات التي لاحت في مباراة اول امس بين النجم والاتحاد كانت تدل على ذلك فأبناء عمار السويح لعبوا بشراسة واضحة فرضت على منافسهم المجاراة والارتباك، كما كان ثابتا ايلاء النجم المقابلة قيمتها كاملة حيث طمس معالم منافسه وفرض تقاليده في اللعب وجند عمل المجموعة والفرديات لتحقيق الانتصار فشاهدنا روعة في الاداء الفردي من ابراهيما كوني وزبير بية وأميوكاشي وصابر بن فرج وأوبياكور ولعل العمل الذي سبق الاهداف الخمسة دليل على ذلك. النجم انتصر وسيطر وكبل منافسه وكأنه بذلك يريد ان يضع الاتحاد المنستيري في مداره الحقيقي والدرس الذي لقنه فريق جوهرة الساحل لجاره هو ان الكرة نضج فني وذهني واشياء أخرى. أوبياكور «البلدوزر» معظم عناصر النجم قدمت ضد الاتحاد المنستيري مقابلة كبيرة من الناحيتين التكتيكية والبدنية الا ان ما اتاه المهاجم اوبياكور كان من طراز متفرد بكل ما تتوفر عليه الكلمة من معان فقط لان هذا النيجيري الذي صال وجال وسجل ومهد فرص التهديف قدم اثباتا اضافيا لما يحمله في ساقيه من مخزون كروي وامكانات بدنية هائلة. «بيداغوجيا» السويح مع مرور الجولات والمواعيد تحوّل فريق النجم من وضع الى وضع بفضل حرفية الاطار الفني بقيادة عمار السويح وصدق حدسه وقوة شخصيته... وهذه الاخيرة هي الخصلة التي جعلت من «عمار» ماسكا بناصية بيداغوجيا لا تتوفر عند اي كان في كيفية التعامل مع لاعبيه وإلا بماذا نفسّر إبقاءه على اللاعب سامي الكتاري على مقعد الاحتياط وعندما اقحمه في الشوط الثاني للقاء اول امس جاءت ردة فعل الكتاري منسجمة الى حد كبير مع انتظارات مدربه بأن سجل هدفا ممتازا اثبت بأن ركونه الى مقعد الاحتياطيين لم يكن غير داف ليعود بأكثر تألق الى التشكيلة... وهذه «المشطرة» ليست سوى نموذج صادق يترجم عدة اشياء تتصل بشخصية المدرب وثقته في اختياراته ومعرفته الجيدة بكل ما يفعل.. .. والآن الى البنزرتي بعد ضمانه النجاح في مهمته الاخيرة ضد الاتحاد المنستيري وتحقيقه لانتصار «تاريخي» مكنه من القفز الى المركز الثاني في الترتيب العام على بعد نقطة واحدة من صاحب الطليعة دخل النجم في صلب موضوع الجولة السابعة لهذا الأحد التي ستضعه في مواجهة مع النادي البنزرتي. هذا الموعد انطلق الإعداد له كأفضل ما يكون من خلال العمل على عديد المحاور التي اتت بالتألق لمزيد تدعيمها. ليلة بالنزل مباشرة بعد خوض اللقاء المؤجل لاول امس والمجهودات التي بذلت خلاله تحولت جميع العناصر التي شاركت في مباراة الاتحاد المنستيري الى احد نزل جوهرة الساحل لقاء ليلتها هناك قبل ان تستأنف في الغد نشاطها مع المجموعة بشكل عادي وفق برنامج التحضيرات المعدة سلفا. تساؤلات حول هؤلاء المتأمل في التشكيلة الأساسية وقائمة العناصر الاحتياطية في مباراة الاتحاد لاحظ غياب كل من لطفي السلامي ومهدي نصيرة وكامارا غانا والحارس اوستين وأمين بوزقرو عند الاستفسار افادنا المدرب المساعد الشاذلي مليك بأن هذه الاسماء لم تقع دعوتها لهذه المقابلة وقد اجرت قبل ذلك حصتها التدريبية بشكل عادي وان المسألة مسألة اختيارات لا غير. غدا التحول الى العاصمة انطلاقا من اهمية اللقاء الذي سيجمع النجم الساحلي بمضيفه النادي البنزرتي وضرورة العودة بنقاط الفوز تقرر التخفيض في نسق التمارين للعديد من العناصر الاساسية حتى تتمكن من استرداد جانب من انفاسها عقب الماراطون الذي سيتواصل في قادم الايام والاسابيع. وحتى تتوفر للمجموعة عوامل الراحة والتركيز تقرر ان يقضي الفريق الليلة بأحد نزل سوسة قبل التحول الى العاصمة ومنها الى مدينة باجة مسرح المباراة (مبدئيا). نهاية عقوبة السويح لئن تابع المدرب عمار السويح مقابلة فريقه مع الاتحاد المنستيري من المدارج صحبة نائب رئىس الجمعية السيد عزالدين دويك بسبب العقوبة المسلطة عليه من طرف الرابطة فإن مباراة هذا الاحد ضد النادي البنزرتي ستتزامن مع عودة هذا المدرب الى سالف مكانه لقيادة فريقه بعد انقضاء مدة العقوبة المذكورة. مداخيل محتشمة مازالت معضلة الحضور الجماهيري ومواكبة لقاءات فريقه بالملعب الأولمبي بسوسة تؤرق مسؤولي النجم الساحلي رغم توفر وتتالي النتائج الايجابية على اكثر من صعيد وهي الحجة التي طالما تحجج بها الاحباء والدليل ان مقابلة. الاجوار بين النجم وضيفه الاتحاد المنستيري لم تخلف في صندوق الجمعية سوى مبلغا محتشما لم يتجاوز 17 الف دينار.