شيّعت مدينة المكناسي يوم الثلاثاء الماضي ابنها الشهيد عبد الباسط خضراوي (23 سنة) الذي أصيب بطلق ناري في ظهره يوم الأحد 27 فيفري بتونس العاصمة. وكان الشهيد قد تحوّل إلى تونس العاصمة منذ قرابة الشهر للعمل بإحدى الشركات ويوم الحادث قفل راجعا إلى منزله الكائن بالمروج بعد الانتهاء من عمله وكان يرافقه أحد أبناء المكناسي وفي الطريق لاحظ الصديقان وجود مظاهرات بالشارع الرئيسي فحاولا تجنب الأحداث وتوجها إلى أحد الأنهج الجانبية وقريبا من نهج جمال عبد الناصر برزت مجموعة من الأشخاص يحملون هراوات وأسلحة بيضاء كانوا يحاولون الفرار من ملاحقة بعض العناصر الأمنية التي كانت تحمل أسلحة نارية وترتدي أزياء مرقطة وانبرى الأعوان يطلقون النار في الهواء وبشكل عشوائي صوب الفارين وصادف أن كان الشهيد عبد الباسط قريبا من موقع الحادث (قرابة 100 متر) فأصابته طلقة نارية في الظهر بينما كان يحاول الفرار من المكان الذي وجد نفسه فيه صدفة. سقط عبد الباسط على الأرض وكانت الدماء تندفع من فمه بغزارة وعبثا حاول صديقه إيقاف إحدى السيارات لنقله إلى المستشفى إذ رفض السائقون التوقف نتيجة حالة الذعر والفوضى التي سادت المكان هذا الموقف دفع صديقه إلى التوقف في الطريق مرغما أصحاب السيارات على المرور وهو ما دفع صاحب شاحنة من نوع إيسزي إلى التوقف وتم حمل المصاب والتحول به إلى المستشفى العسكري لكن الفقيد ما لبث أن أسلم روحه لخالقها. وفي الغد تم تسليم الجثة إلى أهله ودفنها في مدينة المكناسي في موكب مهيب حضره أكثر من 50 ألفا من أهالي الجهة في جو من الغضب والحزن. أهالي الشهيد قدموا إلى تونس وتوجهوا إلى المحكمة العسكرية مطالبين بفتح تحقيق في الغرض وهناك تم إعلامهم أن القضية تمت إحالتها إلى المحكمة الابتدائية بتونس بعد أن ثبت لهم أن الرصاصة ليست من النوع الذي يستعمله العسكريون. وتطالب عائلته بمتابعة القضية بكل جدية لمعرفة الجاني ومحاسبته على هذه الفعلة الدنيئة التي راح ضحيتها ابنهم البريء الذي لم يكن يشارك في أي أحداث بل كان مارا بالصدفة بمكان الحادث.