تزخر ولاية سليانة بمعالم أثرية هامة منتشرة في أكثر من منطقة وهي تابعة لحضارات متعاقبة كالوندالية والقرطاجية والرومانية.. لكنها إما مهملة أو تعرضت ولا تزال إلى النهب. ولعلّ أهم المواقع التي تعنى بعناية هامة ولها بصمة تاريخية هو موقع «زامة» الموجود بقرية جامة المتاخمة لمدينة سليانة فبعد أن تمّ العثور على تانيت ذهبي واكتشاف منطقة شاسعة من المعالم الأثرية انقطع التنقيب (في عهد النظام السابق) ولم نجد آنذاك إجابة مقنعة باستثناء أن الميزانية المرصودة قد نفدت وهو ما يطرح علامات استغراب. قرية جامة والتي غيرت مجرى تاريخ الكون إذ شهدت المعركة الأخيرة بين الرومان والقرطاجيين ليست الوحيدة التي تم إهمالها فهناك مناطق أثرية تعرضت ولا تزال إلى النهب فهناك مناطق في معتمدية مكثر ودوّار المسابعية ودوار الزمومة وغيرها... والسؤال الذي بات مطروحا هل هناك تدخل عاجل من قبل السلط المعنية لحماية الآثار من النهب؟ حتى تظل شاهدة على احتواء تونس لحضارات مزدهرة.