كشف وزير الخارجية الايطالي فرنكو فراتيني أمس أن بلاده بدأت سرّا الاتصال بممثلي المعارضة الليبية الذين يسعون الى الاطاحة بنظام معمّر القذافي، وذلك بعد مهمة «ديبلوماسية» بريطانية فاشلة لفتح باب الحوار مع الثوار وفي وقت بدأت الشكوك تحوم حول احتمال فرض حظر جوّي فوق ليبيا مع خفوت حماس الولاياتالمتحدة وفق تقدير احدى الصحف الأمريكية. وقال فراتيني في مقابلة تلفزية إنّ ايطاليا ترى أن الاتصال بممثلي المعارضة الليبية هو الحل الأفضل. تسابق لحوار الثوار وأضاف أن هناك سباقا للاجتماع بالمجلس المؤقت في بنغازي مشيرا الى أن أصدقاءنا البريطانيين حاولوا لكن المجلس رفض تلبية طلبهم في إشارة إلى تقارير نشرت أمس الأول عن اعتقال فريق من الجنود التابعين للقوات الخاصة البريطانية في بنغازي قبل الافراج عنهم. وقال المجلس إنّ هؤلاء الجنود كانوا يرافقون ديبلوماسيا واحدا وقد دخلوا الى الأراضي الليبية بطريقة غير شرعية، حيث نزلوا بطائرة مروحية قرب بنغازي. ومن جهة أخرى، قال فراتيني إن «إنشاء منطقة حظر للطيران يعني أن هناك طائرات تحلق فوق منطقة الحظر لمنع الطائرات الأخرى من الاقلاع واطلاق النار عليها إذا ما أقلعت». وأضاف أن «الشيء الجدّي الوحيد الذي يمكن فعله هو تقييم الايجابيات والسلبيات، والنظر في أسلوب مساهمة دول مثل ايطاليا». وتابع قائلا «من الصعب جدا التفكير بطائرات عسكرية ايطالية تحلق فوق الأراضي الليبية»، لكن «ولاءنا الأوروبي الأطلسي يجعلنا نقول إنه ليس بامكاننا أن ننكر قواعدنا العسكرية ودعمنا اللوجستي لهما». وقال إنه يتفق في الرأي مع ما أدلى به نظيره الفرنسي آلان جوبيه الذي استبعد أمس الأول الخيار العسكري. شكوك وقد تزايدت الشكوك بشأن تحرّك دولي لفرض منطقة حظر جوّي على ليبيا، حيث انضمّ الرئيس الجديد لهيئة العاملين في البيت الأبيض بيل ديلي الى قائمة المشككين في امكانية فرض هذا الحظر عندما قال «إنّ هناك عددا من الناس يتحدثون عن فرض منطقة حظر جوي وكأنها لعبة من ألعاب الفيديو أو ما شابه.. مضيفا أن من يتحدث عن هذا الأمر بهذه الطريقة ليس لديه فكرة عمّا يتحدث عنه». وأوضح ديلي أنه لا بدّ من القيام بعمل دولي مشترك، فدولة بمفردها لا يمكنها القيام بأي شيء، مشيرا الى أن الولاياتالمتحدة تتشاور مع شركائها منذ أسابيع بشأن تنسيق الخطوات لممارسة ضغط على القذافي. وقد أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن الجامعة العربية تدعم إقامة منطقة حظر جوّي في ليبيا. وفي المقابل تساءلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية في تعليقها «هل ستدع الولاياتالمتحدة القذافي يذبح شعبه كي يستعيد سلطته المفقودة»؟ وقالت الصحيفة إن البلاد وصلت الى طريق دموي مسدود، فمعمر القذافي مستمر في التمسك بطرابلس لكن أبناءه والمرتزقة وقفوا عاجزين عن كسر الثورة أو استعادة شرق البلاد، وفي الوقت نفسه يبدو الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي طالما أعلن بصوت عال أن على القذافي أن يتنحى عن السلطة ويرحل تراجع الى نوع من السلبية الغريبة والنمطية.