بعد موجة الإضرابات والاحتجاجات والإقالات التي طالت كل الميادين بما في ذلك الرياضة التونسية التي اضطرت إلى تعليق نشاطها طيلة الأسابيع الماضية تعالت الأصوات مطالبة بعودة النشاط الرياضي إلى سالف نشاطه خاصة وأن الرياضيين الذين عاشوا بجوارحهم ثورة الشعب التونسي ترسخ الاقتناع لديهم بأن الجمهور الرياضي التونسي والذي شكل نواة أساسية في الثورة المجيدة أصبح يتمتع بالوعي الكافي الذي يخول له العبور بنشاط البطولة وجميع المسابقات الأخرى إلى شاطئ الأمان. «الشروق» تحدثت إلى ثلة من لاعبي الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم ورصدت الآراء بعد صدور القرار الخاص بالنشاط الكروي فأكدوا أنهم مصرون على إنجاح بقية مشوار البطولة ومدركون جيدا دقة وحساسية المرحلة الحالية خاصة بعد أن دقت بعض الهيئات المديرة نواقيس الخطر بسبب الأزمات المالية الخانقة التي طالت أغلب الأندية التونسية بما في ذلك التي كان الشارع الرياضي يعتقد أنها ستكون بمنأى عن شبح الأزمات المالية: أحمد العكايشي (النجم الرياضي الساحلي): لا خوف من هاجس الأمن «أعتقد أنه ينبغي الاستفادة جيدا من كل المبادئ التي أسست لها ثورة الشعب التونسي بما في ذلك الميدان الرياضي إذ أجزم بأن مقابلات كرة القدم خلال المرحلة القادمة ستتسم بروح رياضية عالية بحكم الوعي الكبير الذي أظهره الجمهور الرياضي ولا خوف من الجوانب الأمنية لأنني أعتقد أن جماهير الأندية التونسية ستساهم من موقعها في إنجاح المقابلات وأظن أنه حان الوقت لاستئناف نشاط البطولة الوطنية فاللاعب أيضا أمامه العديد من الالتزامات ولا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يتحمل المزيد من الانتظار». حسان البجاوي (مستقبل المرسى): كل الأطراف ستساهم في إنجاح بقية المشوار «أظنّ أنه حان الوقت لنستأنف النشاط الرياضي وشخصيا لاحظت تحسنا كبيرا على مستوى الإجراءات الأمنية في الوقت الراهن وأعتقد أن بعد ذلك الخطاب الذي أدلى به الباجي قائد السبسي كان مؤشرا واضحا على أن الأمور تسير نحو الانفراج ولا بد على كل مواطن تونسي أن يعود إلى موطن عمله على ا لفور بما في ذلك الرياضيين خاصة إذا علمنا أن الجمعيات الرياضية في بلادنا تضررت كثيرا من الناحية المالية وأعتقد أن الجمهور التونسي أصبح واعيا بما فيه الكفاية لينجح بقية مشوار البطولة الوطنية». سلامة القصداوي (شبيبة القيروان): المواطن التونسي في حاجة أيضا إلى الرياضة... «شخصيا أشعر برغبة كبيرة لاستئناف النشاط الرياضي إذ أعتقد أن كل الأطراف كانت متضررة من توقف نشاط البطولة سواء بالنسبة إلى الأندية التي أصبحت تواجه أزمات مالية كبيرة جدا أو كذلك بالنسبة إلى اللاعبين حيث كانت لهذه الفترة انعكاسات سلبية من الناحيتين البدنية والمالية لذلك أظن أن الجمهور الرياضي التونسي عاقد العزم على إنجاح بقية مشوار البطولة الوطنية وهو يملك جانبا كبيرا من الوعي الذي يساعده على هذه المهمة كما لا ننسى أن المواطن التونسي في حاجة إلى الرياضة تماما مثل حاجته إلى الجوانب الحياتية الأخرى». أحمد الحامي (نادي حمام الأنف): المقابلات لن تكون ناجحة فحسب بل ستتسم أيضا بالروح الرياضية «شخصيّا أعتقد أن الجمهور التونسي أصبح يملك درجة معينة من الوعي التي لن تساعده على إنجاح النشاط الرياضي فحسب بل ستجعله يتجنب أحداث العنف والشغب التي كان الجمهور لا يتردد في ممارستها على مدرجات الملاعب بسبب حالة الكبت التي كان يعانيها الشعب التونسي جراء استبداد النظام السابق كما لاحظنا تحسنا كبيرا على المستوى الأمني العام لذلك لا يوجد أي سبب من شأنه أن يمنعنا من مواصلة النشاط الرياضي خاصة إذا عرفنا أن العديد من الأطراف تضررت من هذا التوقف الإجباري للبطولة الوطنية سواء تعلق الأمر بالأندية أو كذلك باللاعبين». حمودة المعمري (الأولمبي الباجي): اللاعب التونسي أصبح في وضعية أشبه ب«البطالة» «لقد أصبح اللاعب التونسي طيلة الأسابيع الماضية في وضعية لا يحسد عليها فهي أشبه بوضع «البطالة» إذ أننا لم نحصل على مليم واحد طيلة الأشهر الماضية كما أنه في صورة تواصل توقف البطولة عن النشاط فإن ذلك سيؤدي بكل تأكيد إلى فقدان اللاعب لعنصر التركيز هذا بالإضافة إلى أننا مللنا البرامج السياسية فقد حان الوقت لنستأنف النشاط الرياضي حتى تتمكن الأندية التونسية من تجاوز أزماتها المالية وبالنسبة إلى الجوانب الأمنية فقد لاحظنا تحسنا كبيرا لذلك لا خوف من إجراء المقابلات الرياضية».