كان قرار تأجيل البطولة الوطنية مساء أمس الاول الى أجل غير مسمى صادما لبعض الفنيين واللاعبين وخاصة للجماهير التي انتظرت بفارغ الصبر استئناف نشاط البطولة الوطنية لكونها لا تمثل متنفسا حقيقيا للجمهور الرياضي فحسب بل إن عودة البطولة الوطنية الى سالف نشاطها كان سيشكل جرعة أكسيجين يخلص الاندية من الضائقة المالية التي تتخبط على وقعها طيلة الاسابيع الماضية ولكن مع ذلك يبدو ان مسؤولي الاندية كان لهم موقف آخر عندما أجمعوا على قرار التأجيل وذلك بالرغم من الأصوات المتعالية والمطالبة بعودة النشاط الرياضي وكذلك وسط موجة من الاتهامات والغضب الصادرة من قبل الأطراف الأكثر تضررا والتي لم يعد بإمكانها تحمل هذا «التسويف» بل ذهب الاعتقاد ببعض الأطراف الى اتهام أطراف أخرى بالعمل في الخفاء لمنع عودة البطولة وحتى الغاء المسابقة بأكملها! «الشروق» فتحت الملف مع عدد من مسؤولي الرابطة المحترفة الاولى بالاضافة الى المدربين ماهر الكنزاري ومنذر كبير فكانت الآراء تصب في خانة ان الموسم سيكون «أبيض» للجماهير في صورة تواصل هذا التأجيل.. كما سيكون «أحمر» للاعبين الذين اشتعلت لهم أضواء الخطر جرّاء الراحة الاجبارية وسيكون الموسم «أزرق» بلغتنا العامية على رؤساء الاندية الذين هدّتهم المصاريف دون مداخيل. رياض بالنور (رئيس فرع كرة القدم بالترجي الرياضي) : هذه شروط العودة... «نحن ندعم فكرة استئناف البطولة لنشاطها ولكن شرط تأمين الجوانب الامنية اذ لا يعقل ان تتولى الاندية الاشراف على سير هذا الجانب وحتى فكرة تخصيص «حراس الملاعب» فإن هذا الامر يتطلب الكثير من الوقت لإنجاح مثل هذا المقترح علما وان «حراس الملاعب» بدورهم سيثيرون عدة مشاكل قانونية، من جهتنا كفريق الترجي الرياضي تمر مثل الفرق بضائقة مالية بالرغم من المجهودات الجبارة التي يبذلها رئيس النادي السيد حمدي المدب، وبالاضافة الى شرط توفير الجوانب الأمنية فإننا نرفض كذلك اللعب من دون حضور الجمهور خاصة وأننا نعوّل كثيرا على المداخيل المتأتية من الجماهير والامر هنا لا يتعلق بفريق الترجي بل ينسحب على الأندية الاخرى وهو ما يفسر اجماع الاندية على التمسك بجملة الشروط قبل اتخاذ قرار استئناف البطولة الوطنية». ماهر الكنزاري (مدرب النادي البنزرتي) : بعض الأطراف متخوفة على مصالحها وليس من عودة البطولة! «شخصيا أصبحت أشعر بقلق كبير ازاء توقف نشاط البطولة الوطنية اذ بعد أن قمنا بتحضيرات كبيرة في الاسبوعين الماضيين استعدادا لعودة البطولة طالعنا قرار التأجيل ثانية! وشخصيا اعتقد ان بعض الأطراف تحاول جاهدة أن تقف حاجزا أمام عودة البطولة اذ ان هذه الأطراف يبدو انها متخوفة على مصالحها وليس على مسار البطولة الوطنية؟! واعتقد انه سيكون من الصعب جدا ان نجد صياغة مثلى لاستئناف النشاط الرياضي في ظل الالتزامات القارية لبعض الأندية التونسية وكذلك للمنتخب الوطني الأولمبي...» سامي القندوز (رئيس أمل حمام سوسة) : شروطنا ليست تعجيزية «نحن ندعم قرار عودة البطولة الوطنية الى سالف نشاطها شرط الاستجابة الى جملة من الشروط الضرورية لانجاح هذه العودة والمتمثلة بالأساس في تمكين الاندية من عائدات البث التلفزي اذ اعتقد شخصيا ان المبلغ المتبقي من هذه العائدات لفائدة فريق أمل حمام سوسة يتراوح في حدود 150 ألف دينار وأظن ان مبلغا كهذا بإمكانه ان يخلصنا من الضائقة المالية الحالية هذا بالاضافة الى عائدات البروموسبور خاصة بعد ان رفضت البلدية تمكين الاندية من الدعم المالي ونطالب كذلك بالتكفل بالجانب الاجنبي ونتطلع الى اجراء المقابلات بحضور الجماهير واعتقد شخصيا ان هذه الشروط ليست تعجيزية علما وأنني أدعم فكرة تخصيص أحد الأطراف ليتولى مهمة مراقبة التصرف المالي للجمعيات مع نهاية كل موسم رياضي». عماد المسدي (نائب رئيس النادي الرياضي الصفاقسي): ثلاثة شروط فحسب «نحن نساند قرار استئناف نشاط البطولة الوطنية لكن شرط الاستجابة الى مطالبنا والمتمثلة بالأساس في اجراء المقابلات بحضور الجمهور وتأمين الجوانب الأمنية علما وانه من غير المنطقي أن نطرح فكرة «حراس الملاعب» في ظرف زمني وجيز لا يتجاوز 48 ساعة هذا بالاضافة الى ضرورة تمكيننا من عائدات البروموسبور والبث التلفزي». يوسف لحمر (النادي الرسمي لنادي حمام الانف): لا وجود لهاجس اسمه الأمن «أظن أنه من مصلحة نادي حمام الانف مواصلة نشاط البطولة خاصة بعد النجاح المتميز الذي حققه فريقنا خلال هذا الموسم لذلك نرفض ان تضيع مجهوداتنا بعد ان تكبدنا العديد من المشاق والمتاعب لتكوين هذا الفريق الذي سيشرف الجهة خلال المواسم القادمة. أما من الناحية الأمنية فاعتقد انها لم تعد تشكل هاجسا أساسيا في ظل العلاقة المتينة التي أصبحت تميز أعوان الأمن الوطني بالجماهير التونسية التي أظهرت بدورها جانبا كبيرا من الوعي وهو ما من شأنه ان يبعث على الارتياح ويشجع على عودة نشاط البطولة خاصة وان مثل هذا القرار قد يكون السبيل الانجع لتأمين عائدات مالية لفائدة الاندية وهو ما سيمكنها بكل تأكيد من تجاوز الضائقة المالية». منذر كبير (مدرب النجم الرياضي الساحلي) : سنعمل على أن لا يتأثر الفريق من الناحية الفنية «بالنسبة للنجم الرياضي الساحلي فإننا لم نخض مقابلة رسمية منذ شهر جانفي وليس باستطاعتنا الاستفادة كثيرا من اجراء المقابلات الودية التي لا تشكل في حقيقة الامر مقياسا حقيقيا من شأنه ان يساعدنا على تقييم دقيق لتحضيرات الفريق ولذلك سنحاول ان نتفادى التأثيرات الجانبية لتوقف نشاط البطولة عندما نستهل مشاركتنا القارية وذلك اعتمادا على الرغبة الموجودة لدى اللاعبين».