دعا علماء دين وثوار التحرير في مصر أمس الى مسيرة مليونية يوم غد الجمعة تحت شعار «جمعة الوحدة»، وذلك على خلفية الصدامات الطائفية التي خلفت 10 قتلى وأكثر من 100 جريح. ومن المقرر ان تسير المسيرة المليونية على الأقدام للقرية التي شهدت الأحداث الطائفية في مركز أطفيح بمحافظة حلوان ومعها سكان القرية من الأقباط. كما سيتوجّه نحو ألف شاب من «شباب ثورة 25 جانفي» للاجتماع بأهالي القرية ومشاركتهم في بناء الكنيسة التي أحرقت خلال الصدامات. ومن جانبها اتهمت جماعة الاخوان المسلمين بقايا نظام الرئيس المخلوع مبارك بالوقوف وراء احداث الفتنة الطائفية التي شهدتها البلاد. وأكّدت الجماعة ان فلول النظام البائد استخدمت أسلوب «فرق تسد» من أجل تمزيق نسيج الشعب والوطن وانها استغلت حادثة كنيسة اطفيح لتثير مجموعة من المتعصبين المسلمين للرد على المسيحيين بحادثة أخرى. وفي الاتجاه ذاته دعا القائم بأعمال الطائفة الانجيلية بمصر كافة الأطراف داخل القرية وخارجها الى الاحتكام للغة العقل والحوار والتصدي الى أي محاولة للنيل من مكاسب الثورة التي وحدت وساوت بين جميع المصريين حتى لا يتم تحويل أية خلافات شخصية الى فتنة طائفية تنال من أمن وسلامة الوطن وهو ما ذهب اليه شيخ الأزهر الامام أحمد الطيب حين شدد على ضرورة وضع الاسباب في إطارها وأن لا تتجاوز الاخلال بالأمن العام والعلاقات الوطنية الأخوية الموجودة بين المسلمين والمسيحيين في مصر. كما طالب الشيخ أحمد الطيب جميع وسائل الاعلام بالتفرغ لهذه القضية وان تحشد لها المفكرين والمثقفين لمواجهة ما تتعرض له البلاد الآن من محاولات لزرع الفتنة التي قد تقضي على الأخضر واليابس. وأكّد شهود عيان في موقع الصدامات التي وقعت ليلة أمس الاول ان قوات الجيش المصري طاردت حينها سيارة يستقلها مجهولون يحملون بنادق آلية اطلقوا النار عشوائيا على المسلمين والمسيحيين ممّا نتج عنه مقتل 10 أشخاص أغلبهم من الأقباط.