حوار أمين بن مسعود: أماط وزير الدولة السوداني بوزارة مجلس الوزراء أحمد كرمنّو أحمد اللثام عن اكتشاف آبار نفط جديدة في الشمال مضيفا أنه (أي الشمال) لن يتأثر أبدا بانفصال الجنوب عنه. وأكد وزير الدولة في حديث ل«الشروق» أن الخرطوم لا تخشى «السيناريو التونسي المصري» مشيرا الى أن التغييرات الايجابية التي تحيط بالمواطن السوداني تحول دون نشوب ثورة في بلاده. وأوضح أن بلاده ترفض ضرب وقصف المواطنين الليبيين بقدر رفضها وتحذيرها من التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا ونبه إلى أن الوصول الى حلّ سياسي لمنطقة «أبيي» المتنازع عليها بين الشمال والجنوب سيجنب السودان ويلات الحرب والاقتتال. وإلى نص الحديث: سيدي الوزير، هل بامكاننا أن نقرأ زيارة الرئيس عمر حسن البشير الى مصر ما بعد الثورة وزيارتكم الى تونس على أنها تأييد سوداني رسمي للثورات الشعبية؟ نعم، زيارة الرئيس السوداني عمر حسن البشير الى مصر تتنزل في سياق العلاقات المصرية السودانية الأخويّة ومزيد دعم أواصرها خاصة بعد الثورة المصريّة، وهي تأكيد سوداني بأن الخرطوم تدعم الشعب المصري وتقف الى جانب خياراته.. وفي ما يخصّ زياراتي فهي تندرج في جهود إغاثة السودانيين العالقين على الحدود التونسية الليبية. كيف وجدتم السودانيين العالقين وفي أيّة حالة هم؟ يعانون جدا، وهم في وضع صعب رغم وجود هذه المخيمات لايوائهم، ولكن في الحقيقة وضعهم أحسن بكثير من وضع غيرهم من الجاليات الأخرى، وهذا يعود الى اهتمام الشعب التونسي بهم والرعاية التي وجدوها من كافة الأطراف. على ذكر الملف الليبي، كيف تنظرون الى ما يجري حاليا في ليبيا، خاصة مع تواتر الأنباء عن فرضية تدخل عسكري أجنبي في هذا القطر؟ على العموم، نحن نشدد على رفضنا لضرب وقصف المواطنين الذين يطالبون بمطالب شرعيّة.. وفي نفس الوقت نرفض ونحذّر من مغبة التدخل الأجنبي في ليبيا. ألا تخشون من سيناريو تونسي مصري في السودان؟ أبدا، نحن لا نخشى من هذه السيناريوهات، ذلك أنّ الحكومة السودانية قريبة جدّا من المواطن وتنوره بكافة الأحداث والتغيير الايجابي الذي يشعر به المواطن السوداني خير دليل على هذا الأمر، ولتأكيد ما قلته لكم فلقد استقبلني السودانيون العالقون على الحدود التونسية الليبية بحفاوة كبيرة وهتفوا على الرغم من وضعهم الانساني الصعب بشعارات تأييد لحكومة عمر حسن البشير. ولكن المعارضة السودانية تتوقع نشوب ثورة سودانية؟ نعم، المعارضة تقول هذا الكلام.. ولكن الواقع أن هذه المعارضة فاقدة للسيطرة وللقواعد الشعبية وتشكو من تناثر في قواها واتجاهاتها. شهدت منطقة «أبيي» مؤخرا مصادمات عنيفة وبعض المنظمات الأجنبية اتهمت قبيلة قريبة من الخرطوم بارتكاب أعمال العنف هذه، كيف ترون مستقبل هذه المنطقة التي لم يشملها استفتاء تقرير مصير الجنوب، كما تعرفون؟ كما هو معروف، منطقة «أبيي» منطقة متنازع عليها بين الشمال والجنوب وتعيش بها قبيلتا «المسيرية» و«الدنكا» وبعض المنظمات الأجنبية تسعى الى ارباك الوضع في هذه المنطقة.. لذلك فنحن الآن ندعم استفتاء تقسيم السودان الى حين الوصول الى حلّ دائم لمنطقة «أبيي». ونحن نرى أنّ الحلول الوقتية الراهنة لهذه المسألة تكمن في الجلوس لايجاد حلّ سياسي «جذري» سيجنبنا ويلات العنف والرجوع الى أتون الحرب الأهلية. ماهي قراءتكم لمستقبل الشمال عقب انفصال الجنوب عنه، وخسارته لكثير من المقدرات النفطية؟ هو مستقبل رائد بلا أدنى شك والشمال لن يتأثر بانفصال الجنوب، فمقدرات الشمال ضخمة وكبيرة من الزراعة الى البترول الى الثروة الحيوانية ودعني أؤكد لك أنه وقع اكتشاف آبار بترول جديدة في الشمال.. وأن 90٪ من الأراضي الصالحة للزراعة موجودة في الشمال.. نعم الانفصال سيكون له تأثيره، ولكنه بالتأكيد تأثير وقتي، فالثروات التي يزخر بها الشمال ستشكل لبنات نهضة كبيرة للشمال. أين وصلت المفاوضات مع حركات التمرد في دارفور.. وماهي الحكمة من اضافة ولايتين جديدتين للاقليم؟ الحقيقة أنّ المفاوضات مع الحركات المسلحة في دارفور شارفت على النهاية ومن المنتظر أن نجري استفتاء لأهالي دارفور يخصّ كيفية التعامل مع قضية دارفور في كافة المجالات ولهذا السبب فقد أضفنا ولايتين جديدتين لتصبح «دارفور» بها 5 ولايات عوضا عن 3، من أجل ارضاء أهالي المنطقة ومزيد القرب منهم. هل تتوقعون النجاح للقمة العربية القادمة في بغداد؟ على الرغم من التحدّيات الكبيرة في كافة أنحاء العالم العربي، فنحن نتمنى أن تحقق جزءا من التقدم على كافة الملفات المهمّة وكل المستويات.