منذ أن تسلم السيد الباجي قائد السبسي مهام الوزارة الأولى طمأن الشعب التونسي أقوالا وأفعالا حتى أننا نكاد نجزم أن تفعيل الثورة انطلق فعليا مع مفتتح شهر مارس حيث تتالت القرارات المتسقة مع إرادة الشعب.. السيد قائد السبسي كانت له اطلالتان على التونسيين بقدر ما حفلنا بالرسائل التطمينية والواعدة إلا أنه خلالهما تكرّرت كلمة بغيضة ارتبطت بعهود الاستبداد ويرشح منها القمع والاضطهاد رغم أن هذه الكلمة في معناها الحاف والحقيقي عكس ذلك لأنها تعني استقرار الدولة مع ما يتبعه من عمل واجتهاد.. هذه الكلمة هي «هيبة الدولة» التي أكد الوزير الأول على أنه وحكومته سيسعيان الى فرضها ومقصده في استعمالها نبيل لا شك فيه لكنني كنت أحبّذ لو استعاض عنها بالاستقرار الأمني والهدوء لأن تلك «الكلمة» استعملت من النظامين السابقين كلمة حقّ أريد بها باطل عند مواجهة المعارضين الذين لم يطلبوا عيبا أو مستحيلا بل طالبوا بكل ما هو مفيد وجميل للشعب وللدولة ولأن الدولة في العهدين البائدين كانت «مشخصنة» ولا صوت فيها يعلو على صوت «الحاكم بأمره» اعتبرت المعارضة تعرّضا لهيبة الدولة التي ديست أساسا من طرف الرئيسين السابقين اللذين نسيا أو تناسيا أن هيبة الدولة من هيبة الشعب.