كثرت في المدة الأخيرة في تونس بيع مواد التجميل والمساحيق وسوائل غسل الشعر في كل انهج وشوارع العاصمة, وتلقى إقبالا كبيرا من قبل المستهلكين خاصّة من طرف العنصر النسائي اللاتي رأين فيها الحل الأمثل والمعقول أمام غلاء أسعار هذه المواد في الصيدليات والأماكن المخصصة لبيعها, دون أن يعبأن بما قد تخلفه من أضرار على صحتهن قد تصل على المدى الطويل الى سرطان الجلد ... وفي هذا الاطار يقول الدكتور رضا كمون وهو أخصائي في الأمراض الجلدية «لقد اصبحنا نعيش عصر الجمال والمظهر وهذا ما يدفع التونسيين وخاصة النساء الى الإقبال على كل ما يمكنه ان يحقق لهم اجمل صورة, لكن ذلك لا يخلو من خطورة باعتبار ان السلع التجميلية هي اقرب الى الوهم منها الى الحقيقة من حيث محدودية فاعليتها فهي ليست الحل السحري لتحقيق الجمال بل ان فاعليتها لا تتجاوز في اغلب الحالات 20 في المائة وهنا نقصد طبعا تلك التي تباع في الصيدليات, لكن نظرا لغلاء أسعارها فان اغلب المستهلكين يلتجئون الى الحل البديل وهو اقتناؤها من أماكن اخرى وبسعر اقل بكثير ...». وأشار الدكتور رضا كمون الى ان الوضع الراهن وغياب المراقبة بمختلف انواعها مثل الفرصة المثلى لعديد الأطراف لإغراق السوق ببعض المنتجات غير المراقبة رغم ان طريقة تعليبها تشبه الى حد كبير العلب الأصلية وهذا ما يقنع المستهلك بجودتها بالإضافة الى سعرها المتدني لكنها في الواقع لا تحتوي على أي ضمان من الناحية الصحية, وهذا ما يمثل خطورة فعلية على المستهلك. كما أكد الدكتور كمون ان خطورة تلك المواد قد تبرز على المدى البعيد ومع الإفراط في استخدامها ,مما يؤدي الى التسبب في عديد الانواع من الحساسية والالتهابات الجلدية, تبرز في البداية في شكل احمرار وانتفاخ في المكان الذي استعملت فيه تلك المواد, وهي بصفة عامة تهدد سلامة الصحة الجلدية ... ومن الأضرار التي قد تسببها تلك المواد حسب الدكتور كمون ظهور ما يعرف ب«الصفرة», لكنها قد تعكر ايضا الوضعية التي يراد علاجها كأن تساهم مثلا في تزايد الكلف عوض علاجه, لكن الاخطر من هذا كله امكانية الاصابة بسرطان الجلد خاصة على المدى البعيد. وينصح الدكتور كمون بتوخي الاحتياط اللازم وعدم التضحية بالجانب الصحي لصالح الجانب المالي وربما خسارة الاثنين, ومن الافضل الاستغناء عن تلك المواد المعروضة على الرصيف ومحاولة تعويضها بطرق وقائية طبيعية تضمن القدر الكافي من الصحة...